يبدو أن المهنية الإعلامية العالية في تحرير ونقل الأخبار لم يرتقي بها محرري موقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس في تناوله للخبر الذي أوردته وكالة معا الإخبارية ، حيث الأسلوب الركيك في الصياغة والمبالغة والتهويل في الحدث مما يفقدها المهنية في العمل الإعلامي .
ويبدوا أن محرر الأخبار لم ينتبه إلى الخبر الرئيسي حيث ذكر كميات كبيرة من الذخيرة وليست كميات كثيرة من الأسلحة، إضافة إلى أن القوة الأمنية هي التي قامت بعملية التفتيش وليست قوات أمنية كبيرة حاصرت منزل دحلان في رام الله، قبل أن تداهمه وتعتقل الحراس الموجودين داخله، ليوحي بالقارئ أن المحاصرة ظلت لفترة كبيرة تم استسلموا وسمحوا لهم بالدخول لمنزله، ويبدو أن إضافة أن دحلان تواجد في المنزل ولم يستطع أن يمنع القوة من اقتحام المنزل وتفتيشه ومصادرة الأسلحة الكثيرة التي وجدت داخله، إلى جانب عدد من السيارات لم تكن موفقة حيث أنها تشير إلى مدى القوة المفرطة المستخدمة من قبل الأجهزة الأمنية في اقتحام المنزل.
وإضافة إلى ذكر المحرر أكدت العديد من المصادر الفتحاوية أن رئيس السلطة محمود عباس أمر بتحويل قضايا الفساد المالي وجرائم الاغتيال التي تورط فيها دحلان إلى النيابة العامة ومحكمة الفساد بعد القرار الذي اتخذته المحكمة الحركية التي حددت مهمتها في متابعة الأمور التنظيمية وأن محل الفصل في القضايا الأخرى هو القضاء الفلسطيني المختص ، فهذا افتراء على لسان قيادة فتح وزج دحلان في العبارة كان لتحبيكها لا أكثر .
ولم تعتبر عودة دحلان رسالة تحدٍّ لمحمود عباس كما ذكر المحرر ، بل كانت تحدي لفرحة حماس الذي اهتمت بمتابعة مشاكل حركة فتح الداخلية، وأرادت لها أن تتفتت حركة فتح من اجل الاستفراد بالقرار السياسي بعد ترهل الحركة وضعفها.
ويبدو أن حركة حماس تسعى جاهدة في بث الفتنة في إعلامها بالتسويق له والكذب واللاموضوعية فيه لتضخيم الأمور عن حدها، فلا فرق بين فرحتها وفرحة إسرائيل بالمشاكل الفلسطينية فكلاهما واحد في عرقلة السلطة الفلسطينية وحركة فتح في بلورة مواقفها السياسية، وكون أن دحلان الشوكة البارزة في حلق حركة حماس تسعى حماس بالعمل الجاد على محو تاريخها من عقل دحلان كي تتمتع بما تبقى من شرف عندها وتسوقه للشعب الفلسطيني.
التعليقات (0)