رغم أنّ المسؤولين الإيرانيين يدركون أنّ سياستهم الإقليمية قد تضررت بشكل كبير إثر الموقف من سوريا و العراق ولبنان واليمن لكنهم يصرون على مواصلة تلك السياسة رغم جميع الانتكاسات و الخسائر التي واجهتها طيلة الأعوام الماضية. فتعديل النهج الإيراني حيال الحرب على الإرهاب و مكاشفة الجيران العرب بصورة واضحة بأّنّ طهران لا تنوي التغلغل في بلدانهم و ذلك عبر الكف عن دعم الحوثي ونظام الأسد يعني أنها ترغب في تعديل سياستها الإقليمية وهذا ما لم نلاحظه لحد الآن.
تعديل الموقف الإيراني تجاه القضايا الدولية أصبح ضرورة ماسة أيضاً فعلى النظام الإيراني التعامل بشفافية مع قضايا دولية مثل الحرب على الإرهاب لا أن يتبع سياسة الكيل بالمعياريين فمن ناحية يشتكي من داعش و من ناحية يعارض و يعرقل محاربة هذا التنظيم. فتصريح خامنئي الأخير حول رفض إيران للمطلب الدولي بالمشاركة في محاربة الدولة الإسلامية لا يدع مجالاً للشك بأن إيران تنتهج سياسة غير واضحة المعالم بالنسبة للكثير من القضايا الدولية والإقليمية.
لو تنوي طهران حقاً أن تصبح جزءاً من المجتمع الدولي أن تتخذ خطوات واضحة وسياسة إقليمية شفافة. فأول ما ينبغي على القادة الإيرانيين فعله أن يتكروا المجال لسياسة روحاني تصحيح الأخطاء التي ارتكبتها حكومة نجاد وعدم تدخل المرشد والحرس الثوري في مسيرة بناء الثقة التي ينتهجها روحاني وهذا الأمر يعتبر أول خطة في تصحيح السياسة الإقليمية والدولية الإيرانية فبدونها تبغى سياسة إيران غير مجدية و معرضة للكثير من الخسائر.
التعليقات (0)