ضرورة البحث الفقهي
توقف البحث في ابواب الفقه خاصة في المسائل الكبرى منذ عدة قرون لأسباب كثيرة لعل من بينها التخلف الذي ضرب العالم الإسلامي وأسباب التخلف كثيرة لعل من أهمها الإستعمار وتسلط الحكام في العصور المتقدمة والمتأخرة توقف قاد إلى سد باب الإجتهاد الذي توقف بعد أن برر العلماء بأن هناك خشية من وقوع الإجتهاد بيد من يدعي الإجتهاد وهو غير مؤهل لذلك فيفسد الناس والمجتمع بأراء خاطئة تبرير له وجاهته المؤقتة في ذلك الزمن خاصة إذا علمنا أن الإجتهاد في وقتنا الحالي أفضى لأراء تصطدم مع أراء لها وجاهتها بل وتصطدم في أحيان كثيرة مع أحاديث نبوية صريحة مما جعل بعض من يدعي الإجتهاد يفسر الحديث بما يوافق هواه الإجتهادي وتلك إشكالية أصابت الخطاب الإسلامي في العصر الحديث .
المذاهب الأربعة يجب أن تُعتبر مذهبًا واحداً، والاراء الفقهية يجب أن تكون بمثابة الآراء الفقهية الواحدة لا أن تكون أراء بمذهب يقابلها رأي يناقضها بمذهب آخر , والعلة في ذلك إشاعة البحث الفقهي وشيوع لثقافة الإختلاف وقبول الأراء فالإختلاف الفقهي دليل على مرونة الشريعة , ولن تكون المذاهب الأربعة مذهباً واحداً في ظل ثقافة الإنكار على من يتبع رآي فقهي معين في مسئله معينة فالإنكار في مسائل الخلاف يخالف القاعدة المعروفة "لاإنكار في مسائل الخلاف " وكثير من الدعاة والفقهاء ينكرون في مسائل الخلاف ويدعون العامة للإنكار عبر حملهم على إتباع ما يرونه من رآي بعد أن يتم تصويره على أنه الصحيح الكامل ! .
المؤسسات الدينية بالعالم الإسلامي كالازهر ودور الإفتاء ومجاميع الفقه الإسلامي عليها يقع الدور الاكبر في إعادة بعث وإحياء البحث الفقهي والإجتهاد خاصة في ظل المتغيرات الطارئة على الساحة بأحداثها السياسية والإجتماعية المتصارعة والمتلاحقة , فكثير من القضايا الإجتماعية والسياسية والإقتصادية بحاجة لبحث وتأصيل شرعي بحت , فالمجتمعات تتحرك وتتفاعل مع المتغيرات وبقاء الفقيه بمنأى عن ذلك الحراك يشكل عقبه أمام التطلعات المجتمعية ويفسح المجال لغير المختصين للظهور وتصدر المشهد مما يشكل عقبه آمام الصوت المعتدل فتظهر آراء مضلله في كثير من الأحيان وتبدأ الصراعات بين الفقهاء وبين العامة في الظهور والضحية في نهاية الأمر صورة الدين بعيون آبناءه والعالم ؟
البحث الفقهي عملية ليست بالمعقدة أو بالمحرمة فالآراء منتوج الأفكار والفتوى خطاب ثقافي قابل للنقد والبحث والمراجعة , وتعدد الآراء تسهم بشكل مباشر في شيوع ثقافة الإختلاف والحوار والتعايش بين افراد المجتمع بمختلف توجهاتهم , الكرة بملعب الفقهاء فالزمن تغير والفقه وأبوابها بحاجة لبحث يأخذ في إعتبارة ما طرأ على الساحة من متغيرات وأحداث فمجتمع هذا الزمن يختلف عن مجتمع القرون الماضية , المجتمعات المسلمة تنتظر بحث فقهي يشجع التعددية ويحقق التعايش ويقطع الطريق على دعاة وفقهاء شوهوا كثير من الآراء بأراء متطرفة وبأراء مميعة في كثير من الأحيان والإسلام دين الوسطية الشامل الكامل وهنا نقطة الإنطلاق نحو بحث فقهي شامل فالمراجعات الفقهية والبحث في المسائل والمستجدات خير للدين والدنيا في وقت واحد ولا يمكن أن يكون هناك بحث فقهي في ظل تباعد المؤسسات الدينية والمراكز والمجالس الإسلامية بمختلف البلدان فأبسط قواعد البحث والمراجعة هو اللقاء والإجتماع تحت مضلة واحدة ولعل منظمة التعاون الإسلامي تفكر بلقاء يجمع شتات العلماء والفقهاء تحت مضلة واحدة وما ذلك بصعب إذا صدقت النوايا .. ..
التعليقات (2)
1 - ضرورة وليست ترفاً
محمود الازهري - 2014-02-06 12:27:19
اخي الكاتب سلطت الضوء على ضرورة لكن لا أحد يعلم ويفرق بين الضرورة والترف لك تحياتي
2 - المؤسسات لا يمكنها ذلك
الحبتري - 2014-02-06 19:14:28
قبل البحث لابد من غربلة المؤسسات الدينية التي ذكرت