في حادثة مثيرة للعجب كمثال لهذا "الاحترام" قرأتها في نيويورك تايمز. في كانون الثاني 2007 عندما قدمت امرأة المانية مسلمة بتقديم طلب تطليقها للمحكمة مع الاشارة الى انها تعيش في عنف اسري منذ بداية زواجهما. القاضية كريستيا داتس وينتر لم تنكر الحقائق التي اكدت بأنها تتعرض للعنف الاسري ولكنها رفضت طلب المرأة بناء على تعاليم القرآن." في قرار جدير بالاهتمام والذي يظهر بوضوح التعارض بين العادات الاسلامية والقوانين الاوربية كتبت قاضية المحكمة بان الزوجين قادمان من بيئة مغربية حيث ان العنف الاسري هناك ليس بالظاهرة الغريبة. القرآن نفسه يضمن العنف الجسدي تجاه المرأة". هذه القصة المحزنة لم تكن لترى الضوء لو لم يقم محامي تلك المرأة المسكينة من نشر الفضيحة القضائية هذه حيث تم عزل القاضية داتس ونتر من القضية. مع ذلك ينهي الصحفي الخبر بأن هذه القضية سوف تؤثر بشكل سلبي جدا على كل النساء الذين يتعرضون للعنف الاسري في منازلهم. "الكثير منهن يعشن في خوف كبير من مقاضاة رجالهن امام القضاء، هناك حالات من جرائم الشرف حيث يقوم بعض الرجال بقتل النساء او البنات. ان حكم داتس ونتر يتم الاشارة له بأنه كان من اجل "احترام الاختلافات الثقافية" ولكن هناك اسم آخر وهو "استعلاء وقح" حيث "نحن" الاوربيون لن نحلم باننا سوف نتصرف يوما ما هكذا تجاه نسائنا ولكن العنف الاسري جزء من ثقافتهم" هم وحق من حقوقهم الـ "دينية" هم ويجب علينا "احترامه".
جاء هذا الكلام في كتاب "وهم الاله" لريتشارد دوكنز صفحة 30
وبعد تتبعي للقضية وجدت عنها الاتي والذي نشر في صحيفة سوددويتشة تسايتنك بتاريخ 23 مارس (آذار) 2007
الحق الغريب بالضرب
من توماس شادة Thomas Schade
قاضية حكومية تبرر بالقرآن ضرب المرأة بواسطة زوجها وتثير وتحطم المساواة
الاستجابة نادرة الحدوث. الكلام هنا عن "اشارة خاطئة للتسامح"، عن "جنون سيء للغاية" و "حكم بحرية حمقاء". عندما يقفز القرآن فوق القوانين، سيكون عندها فقط سؤال العصر لـ "تطبيق الشريعة"، وهذا يعني قانونا اسلاميا. هذا كله عبارة عن "رسالة مدمرة في علاقة اجتماعية اسلامية".
كل هذه التعليقات الشديدة هي حول حكم نهائي للقاضية الحكومية من فرانكفورت كرستا داتس ـ ﭭنتر. لقد رفضت قبل هذا طلب طلاق لاحدى الالمانيات من اصل مغربي وعللت رفضها بهذه الجملة الصعبة "في ضرب المرأة، ليس هناك قسوة غير مقبولة حسب الفقرة 1565 من قانون المواطن". ماذا حدث؟
الحب المخيب للامال
المانية عمرها 26 عاما بقي اسمها مجهولا، تعرفت عندما كان عمرها 14 عاما واثناء قضاء الاجازة في المغرب على شخص والذي اصبح فيما بعد زوجها. تزوج الاثنان وعاشا معا في العام 2001. لقد كانت علاقة حب، والتي انتهت بخيبة امل مرّة، هذا ما قالته الفتاة الشابة لشپيگل اونلاين. بعد عام وخلال عملية الحمل الاولى، بدأ الشجار. ولم تتصور الفتاة ان زوجها يمكن ان يكون بهذا الشكل. وبدأ الزوج بضرب زوجته بعد ان حصل على الاقامة الدائمية من دائرة الاقامة. وبقي الاثنان يعيشان معا لمدة اربع سنوات حتى وصل الموقف الى قمته في السنة الماضية.
وحدث الانفصال، وحكمت المحكمة لها وللاطفال بالشقة. وبعد هذا هددت الزوجة واعتدي عليها من قبل زوجها. في اكتوبر 2006 تقدمت لها محاميتها باربارا بيكرـرويكسك بطلاق مبكر بسبب القسوة.(الطلاق العادي يمكن ان يحدث تلقائيا بعد عام من الانفصال حسب القانون الالماني ولكن لظروف معينة يمكن ان يحدث طلاق فوري، عندما يكون هناك اعتداء من قبل الزوج على الزوجة او ان يكون الزوج مدمن على الكحول مثلا ..)
في 12 يناير 2007 حصلت الفتاة الشابة على رفض من القاضية التي تعمل في دائرة قضاء الاسرة كرستا داتس ـ ﭭنتر وكتبت ان سبب الرفض يعود للقرآن السورة الرابعة الاية 34 حيث تقول " ... وعندما تخافون، ان ترفض النساء، عندها تحذروهن، وترفضون النوم معهن في الفراش وتضربوهن!"
عللت القاضية ان الزوجين هما من ثقافة مغربية. "في ثقافة هذه المنطقة ليس من الغريب ان يضرب الرجل زوجته. وهذا ما يجب ان تتوقعه مقدمة الطلب الالمانية المولد، عندما كانت تعيش في المغرب وتزوجت المدعى عليه. " منعت القاضية الزوج من اعانة الزوجة، ورأت انه ليس من الضروري الحكم بطلاق فوري دون بقائهم سنة منفصلين.
اعفائها من حق غرامة الضرب بواسطة زوجها كان صدمة بالنسبة لها. انها مسلمة مؤمنة. "انه من الوقاحة، ان يحدث هذا للانسان في المانيا. والاسوء من هذا كله هو التفسير الخاطئ للاسلام من قبل القاضية. بالتاكيد لم يكن نبينا يضرب النساء. الرسول اعطى للنساء حقوقهن وعاملهن معاملة خاصة وليس كقطعة من القذارة. ولكن القاضية رأت شيئا آخر على مايبدو" هذا ماقالته الفتاة لصحيفة شپيگل اونلاين.
تقديم اعتراض
قامت محاميتها بتقديم طلب اتهمت فيه القاضية بالتحيز ضد قوانين العائلة. وبسبب توضيحها لم تستطع ان تحصل على حكم فعلي، ولكن بشكل آخر.
لقد رأت محامية العائلة شيئا آخر. فقد كتبت في توضيحا: النقد، انها تجاهلت الحق الانساني لموكلتي، وهذا ما تستغربه. واخيرا اعطت الحق للشقة لموكلتي ورفضت اعالة الزوج المعتدي. ولم تنتبه لتهديدات الزوج واعتدائه على موكلتي، وهنا اعتمدت على القرآن، وعليه فان كرامة الرجل، مرتبطة بعفة المرأة، وهذا يعني اخذت بقانون رجل متربي تربية اسلامية، والذي قام بجرح كرامة فتاة تعيش الثقافة الغربية". وفي هذه الحالة قدم الطلب وفقا لقانون الاعتداء، بينما اعتبرته القاضية بعدم وجود قسوة.
تصبحين على خير المانيا
وفي يوم الاربعاء كان قرار المحكمة في فرانكفورت. تم اقصاء القاضية كرستا داتس ـ ﭭنتر من القضية.
واعتبر الخبير بالشؤون القانونية في الحزب الاشتراكي ديتر فيفلشپوتس ان عزل القاضية من القضية ليس كافيا، واعتبر ان المسالة هي نظرة في القضاء. اما السكرتير العام للحزب المسيحي رونالد روفالا فبدا مشمئزا لذلك حيث قال " عندما يقفز القرآن على القانون، عندها لاستطيع الا ان اقول: تصبحين على خير المانيا!"
خطورة غير معروفة
وخارج السياسة قوبلت القضية باشمئزاز ايضا. حيث قال نورهان سويكان من مركز المشورة الاسلامي "كان ينبغي للقاضية ان تحكم حسب القانون الالماني بدل القرآن". واضاف، العنف والاعتداء على الناس، بغض النظر عن الجنس، يعتبر ايضا ضمن القوانين الاسلامية سببا للطلاق. بينما اعتبرتها رئيسة رابطة القانونيين يوتا ﭭاگنر "حادثة قبيحة". وترى الناشطة في حقوق المرأة اليس شـﭭارتسر ان هناك لين في قانون القضاء فهو يجامل التصورات الدينية. فالقوى الاسلامية بدأت تتسرب تدريجيا وبطريقة منظمة منذ فترة طويلة. تقول وزيرة العدل بريگتة تسيپريس ان هذه هي حالة منفردة. وقالت "هناك دائما قرارات، تظهر بطريقة غير مفهومة ابدا".
بينما تأسفت القاضية داتس ـ ﭭنتر عن قرارها هذا. المتحدث باسم دائرة القانون في فرانكفورت بيرنارد اوپ قال: لم تعي القاضية خطورة الموقف السياسي والقوة الانفجارية، يجب ان لا يكون حكمها مستندا على تفسير ديني على الاطلاق. لم تكن متقصدة. حتى انها هي لم تفهم ذلك عندما راجعت نفسها. وحسب اقواله فان القاضية نجت قبل عشر سنوات باعجوبة من الموت، فاثناء قضية تحقيق جارية في 14 مارس 1997، اطلق رجل شرطة سابق النار على شريكة حياته في مكتب القاضية، وقد اصيبت احدى المحاميات بجروح خطيرة بينما تمكنت القاضية من الهرب مع احدى زميلاتها.
يحاول بعض فقهاء المسلمين ان يكونوا (موديرن) عندما يناقشوك في قوانين الشريعة الاسلامية، فيحاولون تلطيف الجو بخصوص بعض النصوص التي لا يختلف عليها اثنان، فالضرب هو الضرب ولا يمكن ان يكون له اي معنى آخر، اما بعضهم فيحاول ان يلتف علينا ببعض الاحاديث، حيث يقول، الضرب يجب ان لا يكون مبرحا! ياسلام ..
هؤلاء لا يعلمون الا المعنى الجسماني من الضرب، اما المعنى النفسي فليس في قاموسهم.
في عام 2003 طالب الادعاء الاسباني بحبس احد الدعاة الاسلاميين الذي الف كتابا يشرح فيه الطريقة المثلى لضرب المرأة! وطالب الادعاء بمنع هذا الكتاب في اسبانيا واوربا ولكنه تغافل او غفل ان مصدر كتاب هذا الداعية الذي نهل منه هو القرآن، انها المجاملات غير المبررة للاديان.
التعليقات (0)