القاهرة - بالأمس تناولت وسائل الاعلام الفلسطينية عن أجتماع ضم كل من د.سفيان أبو زايدة عضو المجلس الثورى لحركة فتح،الذى قدم من رام الله الى مسقط رأسه فى مخيم جباليا شمال غزة،وفتحى حماس وزير داخلية حماس فى منزل الاخير بمخيم جباليا،فبغض النظر عن الاتفاق والاختلاف فى الاراء من قبل القاعدة الفتحاوية حول الزيارة، الا أنه يمكن القول أن أجتماع على غرار هذا النوع يُسجل لحركة فتح بالايجاب، كونها هى التى عانت كثيراً من مطارادت حماس وما ارتكبته بحق كوادر فلسطينية فى المخيم بدءً بالشهيد البطل جمال ابو الجديان وانتهاءً باصغر عنصر فى الحركة.
هنا لا نريد ان نوجع انفسنا والاخريين بمأساتنا التى ألمت بنا جميعاً كفلسطينيين،وما لحق بنا من أضرار على كافة المستويات جراء الانقسام السياسى الجغرافى والاجتماعى ،بانقلاب حماس فى منتصف حزيران2007م،وأرتكابها أخطاء شنيعة بحق أبناء حركة فتح والفصائل والحركات الوطنية،ولكن دائماً الفلسطينى ينظر الى المستقبل والى الامام ويحذف خلفه كل ما علق من شوائب تذكره بحياة النكبة واليأس والخوف والفقر والجوع.
فبادرة زيارة ابو زايدة الى بيت حماد ،كون الاثنان من أبناء مخيم جباليا ويختلفان فى الايدلوجيات،الا انهم عاشوا معاناة قاطنى المخيم،ومع العلم أن المخيم يسكنه فلسطينين هُجروا من اراضيهم عام 1948م،من المدن و القرى الفلسطينية المحتلة ومكثوا فى المخيم وتناسلو وتكاثروا حلماً بالعودة ؟!.
بيت القصيد هو هل زيارة أبو زايدة لبيت حماد ستخفف حدة الملاحقة والمطاردة التى تتم ليل نهار بحق اعضاء وكوادر حركة فتح ؟،وهل ستترجم الزيارات الى تطبيق على الواقع ؟، أم أنها فقط مجرد زيارات علاقات عامة لا أحد من الطرفين يحكم ويسيطر على القرار؟.
المطلوب ان تُترجم هذه اللقاءات من خلال تطبيقها على ارض الواقع ويتمثل بتوفير النوايا الحسنة،والنية الصادقة من قبل حركة حماس ،بذهابها الى القاهرة والتوقيع على الورقة الفلسطينية التى تمت برعاية مصرية،فرغم كل ما لحق بابناء حركة فتح من أذى من قبل بطش حماس ودمويتها ،وتعاطفاً وتضامناً مع معاناة شعبنا فى القطاع الذى يعانى ويلات الفقر والجوع والبطالة،والضرائب التى تفرض عليه ليل نهار من قبل حكومة حماس فى غزة،الا ان فتح تنازلت ووقعت على ورقة المصالحة،كل هذا يجب ان يُؤخد بعين الاعتبار بأنه اذا حبيبك عسل ما تلحسوش كله.
فوضع شعبنا فى غزة لايحتمل كل هذه المعاناة التى عانها على يد الاحتلال الاسرائيلى منذ النكبة مروراً بالنكسة والانتفاضة الاولى،وأنتهاءً بأنقلاب حماس فى غزة على الشرعية الفلسطينية،وما سببه من تغيير لوقعنا السياسى والتاريخى والجغرافى والأجتماعى.
داود محمد
التعليقات (0)