بسم الله
سأحاول الرد على المدعو عبد الفتاح سعيد لأكشف للناس عماهم الفكري و ضلالهم الديني و غفلتهم عن أبسط بديهيات الإيمان الذي يدعونه أمام الناس ، فعقيدة هؤلاء هي الزيف و ايمانهم هو الشرك و الكفر بكل ما تنزل على النبي المصطفى صلى الله عليه و سلم ، أما ايمانهم بالسنة فيتخذونه غطاء للوصاية على خلق الله و قهرهم و المتاجرة بدين الاسلام ، و لعل حركة النهضة قد صارت رمزا لهؤلاء المنافقين المتاجرين بالدين و الوطن ؟
يقول هذا الدعي :
(محمد بن عمر أهمَل السنة ثم أهمَل القرآن . يقول لمسلم : أيها الجاهل والقرآن الذي يتظاهر محمد بن عمر بالتمسّك به ينهاه عن السب :
لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِن قومٍ وقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الّتي هِيَ أحْسَنُ)؟
هذا هو ديدنهم لطمس الحقائق و تحريف كلمات الله و تحريف الكلم عن مواضعه :اتهام لا صلة له بالواقع (ثم أهمَل القرآن ؟) (عَمَّا قريب سيطالبكم محمد بن عمر بهجر القرآن أيضا لأن الرسول لم يأمر بجمعه بل جُمِع القرآن بعد وفاة الرسول)، واقتطاع اجزاء من آيات الذكر الحكيم لإفراغها من مضمونها و وضعها حاجزا مانعا عن رؤية الحق وهو ما يجعل قلوبهم لا تفقه و عيونهم لا ترى و آذانهم لا تسمع شيئا ، و لننزع خبثهم و مكرهم و الحجب التي يتخندقون وراءها تعال نعود و نقرأ معا الآيات التي أشار اليها هذا الغبي ،
يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَالِموُن )
( الحجرات : 11)
و يقول في موضع آخر
( وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا ) .
[الإسراء : 53]
وهي كما ترون آيات مدنية قد خاطب بها الله عز وجل عباده المؤمنين ، و معلوم أن القرآن المدني قد تنزل على النبي المختار بالمدينة المنورة التي كان قد تشكل فيها المجتمع الاسلامي المؤمن الموحد و كل ما تنزل بعد المرحلة المكية كان في جوهره منظما لعلاقة المؤمنين بعضهم ببعض و علاقاتهم بالآخرين ، و هاتين الآيتين تنظمان علاقة المؤمنين بعضهم ببعض ، وهو من البديهة بمكان أن لا يسخر مؤمن من مؤمن أو مؤمنة من مؤمنة ما دام الله قد أنعم عليهم جميعا بنور الإيمان ، عكس هؤلاء المشركين الجهلة الذين صاروا يملؤون حياتنا جهلا و دروشة و ارهابا و تجارة بالأعراض و الأوطان و التحالف حتى مع الشيطان لبلوغ مآربهم في حكم البلاد ، فهذا الغنوشي زعيم حركة النهضة (العاهر الأكبر) فقد تسبب عهره السياسي في السابق في تحويل البلاد الى مسلخ لقيادته ولأتباعه على يد زبانية المستبد الأعظم .. و هجر و غرب 23 سنة ...بما (كسبت أيديهم ) من نفاق و اجرام في حق الناس و الوطن و احراق للأبرياء و تشويههم بماء الفرق و هذا ما اعترفت به هذه الحركة الإرهابية على الملأ ، و الاستثراء على حساب أتباعهم من التونسيين الطيبين وهو ما اعترف به المنشق عن حركتهم (زياد الهاني ؟).
و لما عادوا الى الحياة السياسية بفضل ثورة الشباب التونسي كان يفترض أن يتوب الغنوشي و جماعته و يبرؤ نفسه من الوصاية على دين الله و شرعه الحكيم كما كان يفعل دائما ... لكن ما راعنا الا وهو يصرح لأسياده الغربيين بأنه في " حال فوز حزب النهضة في انتخابات المجلس التأسيسي ... فلن تحظر الحكومة الخمور و البكيني في البلاد ...؟" (عن صحيفة التايمز البريطانية ).
هكذا عاد السلفيون ليتكلموا باسم الله و ليبيحوا لأنفسهم أن يمنعوا و يبيحوا ما يرونه مقربا لهم للفوز بكرسي الحكم ، و لا يهمهم بعد ذلك أرضي الله عنهم أو سخطهم مرة أخرى و سلط عليهم من يسومهم سوء العذاب ...؟ وهو جوهر ايمانهم بالسنة النبوية التي كانت نتاج عصرها و عجزها في العصر الحديث عن تبين الغث من السمين .. وهو ما يدركه السلفيون لطمس حقائق الاسلام المفصلة في الذكر الحكيم الذي تنزل ليحيى من حيي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة ...؟ و بالتالي هم يكذبون بكل الآيات التي أكدت كمال الشريعة الربانية و أزليتها و أحقيتها بالاتباع في كل زمان و مكان و اليك بعض هذه الآيات التي يكذب بها هؤلاء المفترون على الله و رسوله :

- _ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا "
- سورة المائدة:3

- قال تعالى : وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا (12) الاسراء
- ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء [ النحل : 89 ]
- وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم [ النحل : 44 ]
سورة النساء آية رقم 26
-{يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم}

وحدة الشريعة الربانية منذ عهد نوح عليه السلام :
- شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ
[الشورى:13]
-
سورة النساء آية رقم 26
{يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم}
- مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (الفتح 29 )

سورة التوبة آية رقم 111
-{إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم}
(وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (١٥٥) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (١٥٦) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (١٥٧) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (١٥٨) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (١٥٩) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (١٦٠) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (١٦١) قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (١٦٤) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (١٦٥)