علي جبار عطية
ــــــــــــــــــــــــــ
يقول الاطباء ان الشيخوخة تبدأ في سن العشرين ! واي شيخوخة ؟ انها شيخوخة العقل ويستمر الانسان بعدها بالتدهور شيئاً فشيئاً فاذا امتد عمره الى سن التقاعد ( تلك البدعة الغربية ) ولم تقصفه صواريخ عابرة للانسانية ولم تقنصه طلقات عابرة للمروءة فأنه يبدأ الشيخوخة الفعلية بعد سن الخامسة والستين وتظهر الامه ويصاب بالاكتئاب . وقبل ان اغادر هذه المنطقة لابد ان اضيء عبارة جرى فيها وصف سن التقاعد بانه بدعة غربية لان العالم الغربي يفكر باسلوب مادي وان جمل صورته ببعض المعنويات ولانه يريد زيادة الانتاجية وتحسين الاداء وخفض التكاليف لان ذوي الخبرة يتسلمون اعلى الرواتب فانه سن قانون التقاعد وهدفه افساح المجال للطاقات الشابة للعمل مع الحفاظ على حيوية المؤسسة طبعاً العالم الغربي لم يدر انه ستظهر تشريعات في دولة مثل العراق تتيح لموظف رفيع المستوى ان يحصل على راتب تقاعدي يعادل راتب عشرين موظفاً سميناً حتى لو خدم شهراً واحداً وكان شاباً يمتد معه هذا الراتب حتى يوسد في التراب دفيناً !
وحتى لانخرج عن الموضوع نعود الى مضادات الشيخوخة التي لايمكن تجنبها انما يمكن تأخيرها بالتحديات وقد قلت كما قال ( ارخميدس ) مع فارق المقارنة ( وجدتها ) او كما قال الفرزدق ( على الخبير سقطت ) وانا اراقب برنامجاً للدكتور كامل الفراج على قناة ( المعارف ) الفضائية قبل ايام اذ ذكر ان العلماء فحصوا دماغ شيوخ في الثمانين ممن يزاولون هوايات قريبة من العلم والادب فوجدوها كأنها في العشرين !
وقال ان المتقاعد يمكنه ان يدخل تحديات ويمارس هوايات حتى لو كانت بسيطة ينتصر فيها على شيخوخته وان بعضهم هو يشل حركته بقوله انه يتألم عندما يمشي فتقصر العضلات عنده بعد مدة ويصبح عاجزاً عن المشي وكان بامكانه ان يمشي مع الالم لتستطيل العضلات ! كنت اراجع اراء الدكتور الفراج مع ماعندي من معلومات وماشاهدته من كبار السن ممن حولي فخلصت الى نتيجة معروفة فسلجياً تقول ( العضو وليد الحركة ) وان المواجهة مع متاعب العمل وكثرة التحديات ومطالبة الشخص باتخاذ القرارات بشكل مستمر هي التي تحافظ على شباب الانسان وتبعده قدر الامكان عن الخرف وان كانت لا تبعده عن العكازة وطقم الاسنان وحب المال !
كاتب وصحفي عراقي
التعليقات (0)