مواضيع اليوم

ضجيج ذاكرة

عبد العزيز أمزيان

2015-12-07 23:28:51

0

 كثيرا ما يتسرب الملل إلى النفوس بسبب رتابة الحياة أو بسبب ماتشاهده من زيف في العلاقات ، وتراه من ابتسامات صفراء لا معنى لها لا في اللحظة التي افترت بها الشفاه ، ولا بعد أن اختفت وراء ظهران النهار، أو بسبب الهموم الكثيرة التي يحملها قلبك الصغير، ويتحمل ثقلها وضعظها القوي، ويجرها وراءه كقدر خرافي محتوم .الملل يتحول في الدماء إلى فيروس يدمر أقبية أفق منتظر ، ويكسر مرايا ذاكرة صنعت حياتها بعيدا عن فضول المدينة ، وزحمة أرجل العابرين إلى ضفة المقصلة ، هل يفلح المرء من الانفلات من عقاب مخطط وموسوم بالصرامة التي غذت لا تعرف التردد أو الرأفة ولا الرفق ولا حتى الكياسة التي من المفروض أن تكون صنو الحياة، ماذا جني المرء حتى يتجرع مرارة الوجع المركب بتصميم عار من الماكياج حتى يضع مجرى الماء في الطريق الذي لا منبت له سوى أياد كسرت بمسمار تأنيب الضمير ، هل لا بد أن نكون على هذا الوجه من القبح والدمامة كي تمر الأمور كما تشاء ضعاف الأنفس ، أم ينبغي أن نعمق المسافة ونذهب بعيدا في البعد حتى تصبح لنا خيام أمان ومراكب سفر حتى نكون على وفاق مع مدنسي الفرح. .كثير من المرات لا أجد مسوغا لكل هذه الذبذبات التي تطلقها أجسادنا في تجاه العتاب وإلقاء اللوم على الآخرين الذين هم نحن في آخر المطاف.لا أجد أي معنى في أن نسير ونكسر حطام ما نضعه في جراب النهار ، هل حقا تسعفنا العبارة في أن نكتشف صرير الهجير ، ونرى دوران العربة الخائبة .كم يصعب أن نرفع صوتنا في فيافي القطيع وخرفان المساء الهائم على وجهه كقدر صلد كحجر ناتئ...

ذات مساء حزين ، أطلقت الكلمات التي دارت في رأسي كما هي ،بدون تفكير ،لعلي أرتاح قليلا من ضجيج ذاكرة أتعبتني كثيرا وأنا أدور في مدار الزمن كعقاربها التي تدور في مدار خلدي متعبة من التفكير في الإنسان الذي لا يريد أن يجد له موقعا في الحياة...

عبد العزيز أمزيان




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !