مواضيع اليوم

ضجة إعلامية في إسرائيل في أعقاب مقال يُشجع إلقاء الحجارة

غازي أبوكشك

2013-04-13 16:23:55

0

 

ضجة إعلامية في إسرائيل في أعقاب مقال يُشجع إلقاء الحجارة

مقال كتبته عميرا هيس ونشرته صحيفة "هآرتس" الأسبوع الماضي اثار ضجة إعلامية في إسرائيل. وتقول هيس في مقالها تحت عنوان "الخطاب الداخلي في إلقاء الحجارة": "إن إلقاء الحجارة هو حق وواجب موروث لمن يقبع تحت الاحتلال. إلقاء الحجارة بمعناه المبسّط هو استعارة للمقاومة‏‎‎‏.. المقاومة والصمود أمام العنف الجسدي وبالأساس العنف المؤسساتي: هذا هو البيت القصيد في الخطاب الداخلي لحياة الفلسطينيين في هذه البلاد". وتضيف أنه "من المفضل للمدارس الفلسطينية أن تعلم الفتيان إلقاء الحجارة والخروج للمقاومة".
 
وقد أثار نشر المقال، في الفترة التي طرأ فيها ارتفاع ملحوظ على أحداث إلقاء الحجارة وإصابة الإسرائيليين بسببها، ردود فعل غاضبة وضجة إعلامية في إسرائيل، بادعاء أن الحديث لا يجري عن استعارة للمقاومة، بل عن تحريض حقيقي على العنف والإرهاب، وهو أمر ممنوع في إسرائيل بموجب القانون. قدم مجلس "ييشاع" (مجلس الضفة والقطاع)، وهو الهيئة التي تمثل المستوطنين في الأراضي المحتلة، شكوى إلى الشرطة ضد هيس بتهمة التحريض على العنف. وقد نشرت صحف كثيرة في إسرائيل موضوع الشكوى في صفحاتها الأولى، بينما لم تتطرق صحيفة "هآرتس" إلى هذا الموضوع بتاتاً.
 
وقد جاء في الشكوى التي قدمها مجلس "ييشاع" أن "المقال الذي تم نشره في "هآرتس" هو بمثابة أنشودة تشجع إلقاء الحجارة وتمنحه الشرعية. يتجاهل المقال كون إلقاء الحجارة هو بمثابة مخالفة جسيمة تشكل خطرًا على حياة مواطني إسرائيل، وهو عمل يؤدي إلى الموت وإلى إصابات جسيمة". يجدر التنويه إلى أنه قبل يوم واحد من نشر المقال، تمت إدانة الفلسطيني وائل العرجا بجريمتي قتل أب وابنه الرضيع اللذين قُتلا حين انقلبت سيارتهما نتيجة إصابة حجر قام العرجا بإلقائه على السيارة.
 
وقد تصدى السيد يوسي بيلين، وهو مقرّب جدًا من اليسار في إسرائيل، ضد هيس في زاويته التي نشرها في صحيفة "يسرائيل هيوم"، وكتب فيها أنه على الرغم من تقديره الكبير لعميرا هيس، إلا أنه فوجئ بالمقال الذي نشرته أمس. على حد أقواله، فإن إلقاء الحجارة لن يحل القضية الفلسطينية، وهو أمر غير شرعي ويمس باحتمالات السلام. "إلقاء الحجارة ليس "حقًا وواجبًا مورثًا" لمن يخضعون للسيطرة، بل هو عمل عنيف يمكن أن يؤدي إلى الموت، الإعاقة والإصابة".
 
  عميرا هيس
كما تأججت الأجواء في الشبكات الاجتماعية وقد نشر كثيرون، من مختلف ألوان الطيف السياسي، في الصفحة الرئيسية لصحيفة "هآرتس" تعليقات غاضبة، ابتداء من الإعلان عن إلغاء الاشتراك في الصحيفة وانتهاء بالتمنيات لهيس بأن تُصاب من إلقاء الحجارة أثناء سفرها، وحتى تمنيات أكثر حدة وعنف. وقد استنكرت ردود فعل أخرى أكثر اعتدالا أي عنف كان (من قبل الطرفين)، وبعضها أيّد حرية التعبير عن الرأي وحق هيس وصحيفة "هآرتس" في التعبير عن موقفهما حول الموضوع. 
 
وأثار المقال انتقادات لاذعة تم توجيهها إلى محرر وناشر الصحيفة اللذين سمحا بنشر مقال "مناهض لإسرائيل" إلى هذا الحد. وقد دعت مبادرة تم إطلاقها على شبكة الفيسبوك إلى إرسال صور إيدل بيطون إلى المحرر، وهي الطفلة التي أصيبت إصابات بالغة في الأسبوع الماضي في أعقاب إلقاء الحجارة وما زالت تمكث في قسم العناية المكثفة، ودعت المبادرة إلى تفسير موافقته على نشر المقال.‎ ‎
 
ويجدر الذكر أن والدة الطفلة، أدفا بيطون، كانت قد نشرت مقالا في صحيفة "معاريف" تتوجه فيه إلى هيس مباشرة وتدعوها لزيارة قسم العناية المكثفة، لترى كيف تصارع ابنتها من أجل الحياة. " لا يميّز الحجر بين دم ودم ولا بين شخص بالغ وطفلة تبلغ ثلاث سنوات. الحجر يقتل... أنا أومن بقيمة الحياة. الحياة هي أقدس شيء، من دون علاقة بالعرق أو الدين أو الجنس. أنا أوافقك الرأي، عميرا، على أن لكل إنسان الحق في الحرية، سواء كان عربيًا أو يهوديًا. ولكن ليس هناك إنسان في العالم يستطيع أن يتوصل إلى الحرية بواسطة أدوات القتل". وقد حظي المقال بردود فعل دافئة وداعمة لبيطون، التي روت أيضًا أن الطلاب الجامعيين العرب الذين تعلمهم، يأتون، يبتهلون ويدعمون بكلمات المحبة، خلافًا لـ"الكلمات القاتلة" التي تقولها هيس، "كلمات تحريض بشعة تثير القتل" على حد أقوالها.
 
يبدو، إذن، أن عميرا هيس لا تمثل الموقف الإسرائيلي في الرد على السؤال ما إذا كان إلقاء الحجارة هو إرهاب أم أنه حق شرعي، غير أنه من المثير للاهتمام أن نرى أنه على الرغم من ذلك، وباسم حرية التعبير، تحظى الآراء الأكثر تطرفًا في الطيف السياسي في إسرائيل بتعبير لها في إحدى الصحف الكبيرة في الدولة.



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !