مواضيع اليوم

ضباط وخبراء: صدام لم يكن ضابطا.. وصورة الحفرة كشفت حقيقته

حسين الحرز

2010-12-19 18:18:31

0

 

ضباط وخبراء: صدام لم يكن ضابطا.. وصورة الحفرة كشفت حقيقته
 


 بغداد/ المدى
بعد مرور سبع سنوات على اعتقال الطاغية صدام في حفرة صغيرة بقضاء الدور اتفق عسكريون وعلماء دين وسياسيون وباحثون اجتماعيون على ان الصورة التي القي القبض فيها عليه تدل على ضعف شخصيته وجبنه، معربين عن املهم في ان تكون هذه الحادثة التي


 وصفوها بالتاريخية درسا لكل من يمتهن العمل القيادي في جميع المجالات حتى لا يظلم ويهين من يقودهم. العسكريون نفوا ان يكون الدكتاتور صدام ضابطا وان كان يحمل رتبة عسكرية فهي كاذبة، فالعسكري وفي هذه المواقف يفترض منه التصرف وفق عادات ضباط الجيش اما الاستسلام والاعتذار الى من اقترف بحقهم ذنبا معينا اوالقتال حتى النهاية، مشددين على ان الجيش العراقي لم يقاتل في الحرب الاخيرة كونه لا يرغب في ابقاء الطاغية في منصبه.
وكيل وزارة الدخلية لشؤون الاستخبارات اللواء حسين كمال اشار في تصريح لـ"المدى"الى ان اخراج الدكتاتور صدام من الحفرة يدل على مدى صغر عقلية وامكانية هذا الشخص في التعامل مع مثل هكذا ازمات.
واضاف كمال ان صدام لم يكن ضابطا عسكريا حتى يتصرف بما يمليه عليه الواجب الوطني، مبينا انه كان يدعي النضال كوسيلة للتقرب من الشارع العراقي، وان كان فعلا كذلك لما تم اعتقاله بهذه الطريقة.
واوضح كمال: ان كان صدام ضابطا في القوات المسلحة، كان الاجدر به ان يسلم نفسه ويعتذر من الشعب العراقي على كل ما اقترفه من جرائم وافعال لا تمت للانسانية بأي صلة، وتابع: ان القوات المسلحة العراقية لم تقاتل في المعركة التي دعا اليها الطاغية، متسائلا لماذا تقاتل وعن من تدافع؟ فهل تدافع عن نظام دكتاتوري عمل على تجويع الشعب، فضلا عن عدم وجود اي دعم للجيش سواء كان ماديا او لوجستيا، مشددا على ان صدام ترك جميع القصور التي كان يتحصن بها من الشعب العراقي ولجأ الى حفرة صغيرة والتي رفضته ولم تتحمله.
من جانبهم شدد علماء دين على ان صدام كان يستحق اشد انواع العقوبات كونه استخدم الجريمة اداة في تحقيق تطلعاته الشخصية، فهو شخص ظالم ومتكبر ومجرم.
وقال رئيس ديوان الوقف الشيعي السيد صالح الحيدري لـ"المدى"ان الواقعة التي شاهدها العراق بل العالم اجمع حين تم القاء القبض على الدكتاتور صدام والذي ارتكب جرائم كبيرة بحق العراق بلدا وشعبا، موضحا ان الدكتاتور ارتكب جرائم بحق افراد هذا الشعب الاصيل والثروة الصناعية والاقتصادية وعطل البنى التحية للبلد.
واضاف الحيدري: ان هذا الرجل الذي كان يحمل جميع صفات الاستعلاء والتكبر والمجرمين الكبار خرج على وسائل الاعلام بحالة مذلة وحقيرة، من خلال حفرة صغيرة تم القاء القبض عليه، مبينا ان هذه الحالة التعيسة تدل على إنه لا يملك سوى الحرب اداة لتحقيق نواياه في الاستمرار على هرم السلطة، وان الحروب التي شنها كانت من اجله لا من اجل العراق.
وعن موقف الشريعة من الدكتاتور صدام يقول الحيدري: انه يستحق اشد انواع العقوبات اي انه يستحق الموت ولأكثر من مرة لا وفق الشريعة الاسلامية فحسب انما وفق كل الشرائع السماوية والاعراف، ففي ظل وجوده زاد عدد الشهداء الى اكثر من مليون شهيد فضلا عن اعداد كبيرة من الارامل والايتام والمعوقين والمشردين بسبب ما ارتكبه هذا المجرم بحق الشعب العراقي، وان ازلامه لا يزالون يعملون من اجل خراب العراق.
وشدد الحيدري على ان الطاغية كان يقتل الناس بدون سبب ولا يقيم لهم اي محاكمات او وسائل تمت للقواعد الانسانية بصلة التي تفترض وجود حد ادنى للدفاع عن المواطنين في اي دولة، نافيا ان يكون هنالك اي مجرم على وجه الارض يشبه صدام في تعذيبه لشعبه، مردفا انه هرب منذ اللحظة الاولى التي ظلم بها العراقيين لا من الحرب الاخيرة.
واوضح الحيدري: ان صدام كان يدعو الناس الى القتال، ففي الوقت الذي كانوا ابناء العراق يقتلون في ساحات الحرب كان هو يختبئ في الاماكن الآمنة، في حين كان يفترض به القتال مع من دعاهم الى الحرب لا الهروب الى الخطوط الخلفية ومن ثم اللجوء الى حفرة صغيرة.
وعلى الجانب الاخر، نفى سياسيون ان تكون هنالك سياسة في العراق طوال فترة حكم صدام، فالاخير لا يفهم مضمونها ولا حتى اساسيات وابجديات العمل السياسي، خصوصا وان العراق شهد طوال فترة حكم نظام البعث حروباً طويلة اثقلت كاهل البلاد فضلا عن الحروب التي شنها الطاغية على شعبه.
واكد عضو الائتلاف الوطني عامر ثامر لـ"الدى"ان الفترة التي حكم نظام البعث لم تكن هنالك سياسة للبلد ولا يوجد برنامج حكومي تسير عليه السلطة التنفيذية، انما هنالك طريقة معينة انتهجها البعث في ادارة شؤون البلاد والتي اوصلت العراق الى حالة مزرية.
واوضح ثامر: ان جميع ما قام به النظام البعثي المقبور وعلى رأسه الطاغية صدام ينحصر في القتل والتهجير والتشريد واقامة الحروب العبثية وانتهاك الحقوق لا المدنية فحسب انما الحقوق الانسانية التي هي ليست منة من احد على احد، متابعا ان الحروب التي خاضها صدام هي التي اسهمت وبشكل كبير في اطاحته من دفة الحكم ورحيله الى مزبلة التاريخ، معربا عن تصوره ان لايوجد اي شخص في هذه اللحظة يتذكره فلا توجد اي علاقة بين الانسانية والمواطنة من جهة والدكتاتوريات من جهة اخرى، فالتي كانت تدعى سياسات صدام استخدمها في قمع شعبه وقتله فلم يسلم منه لا الشيخ ولا المرأة ولا حتى الطفل، معربا عن امله في زوال تلك الصفحة السوداء من تاريخ العراق فصدام لم يعر للاعتبارات السياسية اي اهمية في حروبه العبثية فهنالك اخلاقيات للعمل السياسي واصول له الا ان الدكتاتور لم يفهم هذه المبادئ التي هي من اساسيات العمل السياسي وتصرف بصورة شخصية ودمر كل الناس من حوله فعمليات التصفية الجسدية وصلت حتى لابناء عائلته من هم ضد توجهه.
وتابع ثامر ان النظام وخلال فترة تسعينات القرن الماضي بدأ بما اسماه الحملة الايمانية والتي كان الغرض الرئيسي منها ادخال الفرقة بين مكونات الشعب الواحد.
وعن اللحظة التي القي القبض فيها على الطاغية صدام يعلق ثامر: ان المكان الذي اعتقل فيه يمثل قدره فكأن الله اراد ان يخزيه في الارض كجزاء عما ارتكبه بحق المواطنين العراقيين، معتبرا الذي حصل درسا يجب على جميع الساسة الاستفادة منه حتى لا يقعون تحت هذه النزعة الغريبة التي كان يمتلكها صدام.
اكاديميون وباحثون اجتماعيون شددوا على ان الطريقة التي اعتقل بها الطاغية صدام تدل على مدى جبنه وخوفه من المصير الذي كان ينتظره نتيجة لما كان يمارسة من اجراءات تعسفية امتدت لعشرات السنين.
استاذة علم الاجتماع فوزية العطية قالت لـ"المدى"ان الطريقة التي القي القبض بها على الطاغية صدام يفترض ان تكون حافزا الى جميع العراقيين للنهوض بالواقع العراقي. 
وشددت العطية على ضرورة التخلص من جميع الاثار السلبية التي خلفها النظام البعثي المقبور، مؤكدة ان للاعلام دوراً بارزاً في هذا الخصوص ويجب عليه ان يأخذ دوره الايجابي من اجل تكريس مفهوم الديمقراطية التي غابت عن العراق طوال فترة حكم البعث له، مبينة ان للحكومة التي ستشكل خلال ايام دوراً كبيراً، في هذا الخصوص ايضا من اجل اصلاح نظام الحكم في البلاد والذي عانى من دكتاتورية استمرت عشرات السنين، مردفة ان العراقي وبسبب السياسيات الخاطئة للنظام السابق بات يعيش في حالة من المعاملة اللاانساية من قبل بعض الدول نتيجة الحروب والحصار الاقتصادي وغيرها من الامور السلبية التي سيطرت على المشهد العراقي طيلة فترة حكم البعث.
واوضحت العطية: ان وجود صدام داخل حفرة صغيرة يحتمي بها من الشعب جاءت نتيجة شعورة بالخذلان والضعف والذل، واصفة أياه بأنه جبان وحاول الهروب من جبنه، شأنه شأن اي دكتاتور يحكم بلاده بالجوع والهلاك، فهو بات يخاف من المصير والمستقبل فترك جميع ما كان يملكه ونزل الى حفرة ضيقة لعل وعسى ينجو بنفسه من حكم الشعب على الحاكم الظالم.
وبينت العطية ان الفترة التي حكم فيها صدام خصوصا مابين سنة 1979 حتى سنة 2003 ذاق العراقيون فيها مرارة الاضطهاد والجوع والقتل والتعذيب بسبب الحروب وبالتالي يجب على العراقيين تجاوز تلك المرحلة ونسيانها والاستفادة من الاخطاء حتى نبني عراقاً مستقراً ومزدهراً يعتمد الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة اساسا في تسلم الحكم.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !