تحت شعار "دبي والتفاوض الأمني في إدارة الأزمات"
ضاحي خلفان يشهد افتتاح مؤتمر وورشة عمل المفاوضين الدوليين
أ.ش.د- أخبار شرطة دبي:
شهد معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، حفل افتتاحفعاليات مؤتمر وورشة عمل المفاوضين الدوليين السادس عشر لعام 2015، الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة دبي، تحت شعار "دبي والتفاوض الأمني في إدارة الأزمات"، في فندق البستان روتانا بدبي.
بدأ الحفل بالسلام الوطني لدولة الامارات ومن ثم ايات عطرة من الذكر الحكيم والوقوف دقيقة صمت تضامنا مع أسر وأصدقاء الضحايا الأبرياء للأزمات في كافة أنحاء العالم، وذلك بحضور سعادة اللواء محمد أحمد بن ضاعن القمزي، مدير عام جهاز أمن الدولة بدبي، ونائبه اللواء طلال بالهول، واللواء عبدالرحمن محمد رفيع مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون خدمة المجتمع والتجهيزات، واللواء الطيار احمد محمد بن ثاني مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون المنافذ، واللواء محمد سعد الشريف مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون الإدارة وعدد من كبار الضباط والمسؤولين.
وأستهل معالي الفريق ضاحي خلفان تميم كلمته مرحباً بالضيوف المشاركين من 17 دولة، متمنيا لهم طيب الإقامة في امارة دبي بلدهم الثاني ؛ معربا عن تقديره لهم ، واعتزازه بمشاركتهم، مؤكداً أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في يتناوله لموضوع نحن بحاجة ماسة إليه في الوقت الراهن ؛ ألا وهو : "التفاوض"، والأهم أنه يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، وتزداد أهميته كونه يعقد في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار "دبي والتفاوض الأمني في إدارة الأزمات"، المدينة التي أصبحت قبلة لرجال الأعمال والاقتصاديين والعلماء، والمخططين الاستراتيجيين، من شتى بقاع العالم.
وأضاف معاليه أن التفاوض الأمني مع الإرهابيين والمجرمين والخارجين على القانون يختلف عن أي تفاوضٍ آخر ، إنه الفن الذي يبقي الخيط في أيدي رجال الأمن دون أن ينقطع، حتى يستسلم الإرهابيون ، وهذا يتطلب الخبرة الواسعة، والحنكة والحكمة في إدارة عملية التفاوض.
وقال معاليه: خلال مسيـرة خدمتـي فـي الأمن العـام ؛ رافقت خلالها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء ، حاكم دبي ، رعاه الله، وشاءت الظروف أن نتفاوض مع خاطفي طائرة هبطت في مطار دبي ، لقد تعلمت من هذه التجارب ، ومن الأسلوب الذي كان يتبعه سموه في التفاوض الشيء الكثير، واثبت نجاح سموه في جعل كل عمليات الاختطاف ؛ إما أن يستسلم القائمون بها - وهو ما حدث في السواد الأعظم منها ، أو أن تغادر دون أن يقع على الخاطفين قتل ، أو ما شابه ذلك من الممارسات الإرهابية ، كالتعذيب مثلاً بالإضافة الى الدروس التي تعلمناها من أساتذة علم التفاوض الأمني؛ كانت عوناً لنا في مواجهة تلك الأزمات .
وأوضح معاليه أما اليوم فقد اختلف الأمر كثيراً ، وأصبحت العمليات في معظمها " داعشية " انتحارية ، تقطع الطريق لأي عملية تفاوضية محتملة ؛ فهل من سبيل إلى طريقة تفاوضية استباقية ، لا أدري ؟ لكن هذا مجرد طرحٍ أطرحهُ لمجرد التفكير فيه وخاصة إن العناصر التي وصلت إلى حد اقتحام مسرح يتواجد فيه أناس أبرياء ؛ لا دخل لهم على الإطلاق بالصراعات مع الجماعات المتطرفة ؛ وقتلهم بدم بارد ؛ يجعلنا - نقف حيارى - إزاء هذا الفكر المتعارض مع معاني الإنسانية والبشرية والرحمة.
واكد معالي الفريق ضحي خلفان تميم إنه على يقين بأن لدى المتحدثين في هذا المؤتمر دراية عظيمة بفن التفاوض الأمني ، وإن المؤتمر سيخرج - كما يرجو - بتوصيات هامة ومفيدة لنا جميعاً ، وإنني وغيري من الحضور سيتعلمون الجديد من هذا المؤتمر .
ومن جانبه أكد العقيد المهندس محمد أحمد البستكي، رئيس فريق عمل تنظيم المؤتمر، في كلمة المؤتمر أن استضافة المؤتمر تأتي على إعتبار أن دبي أحد الأعضاء في منظمة التفاوض الدولي، وتكمن أهميته في أن التفاوض علم تتمازج فيه علوم النفس والإدارة والعلوم السياسية والعلاقات الدولية وعلم الاجتماع وعلم الأجناس واللغويات، ويتصل بالقضايا الإنسانية الحيوية.
وقال ان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يؤكد "إن نعم الله سبحانه وتعالى على عباده لا تعد ولا تحصى .. ويمكن جمع مجموعة واسعة من هذه النعم بكلمة واحدة .. هي (الأمن)، فما من عمل يقوم به الإنسان إلا وهو يعتقد أنه يعود عليه بالأمن .. الأمن الشخصي .. الأمن النفسي .. الأمن الاقتصادي .. والأمن الاجتماعي .. والأمن السياسي .. وبدون الأمن تصبح الحياة جحيما لا يطاق .. ويصبح الحديث عن التنمية والجودة والتميز والنجاح مجرد لغو وكلام مسترسل لا قيمة له" ..
وأضاف العقيد البستكي أن التفاوض الأمني قوة، تتكامل مع جميع عناصر القوى المشاركة في إدارة الأزمات الأمنية، ويمثل التفاوض الأمني الخطوة الأولى في سبيل إنهاء الأزمة الأمنية، ويساهم المفاوض الأمني إلى طمأنة الناس، وملاقاة الأزمة في الطريق قبل أن تصل، ويمثل وسيلة لغاية تمكين قوى الحق والخير والنور، والتعامل مع المواجهات والأزمات الأمنية، والحد من خسائرها المعنوية والمادية والأرواح، بشكل سلمي دون اللجوء إلى استعمال القوة إلا في أضيق الحدود .
وقال إن فريق المفاوضين الدوليين الذي انطلق منذ 15 عاما، يتحلّى أعضاؤه بالقدرة على الاتصال الفعال واستيعاب الآراء وسرعة البديهة والبراعة في طرح الأسئلة ومهارة الاستماع والإقناع والتقييم والإدراك والتأثير ، ورد الفعل المخطط والعلمي وتكييف وجهات النظر والذكاء الانفعالي واتخاذ القرار تحت الأحداث المتسارعة وفن إدارة السيطرة يجعل فريق التفاوض الأمني أقوى وأكثر إدراكا وفهماً وسيطرةً خاصة مع التحديات القادمة .. ما يجعل فرص نجاح قوة التفاوض أكثر نجاعة
من خلال هذا التجمّع السنوي التدريبي المعرفي الذي يجمع أعضاءً من مختلف أنحاء العالم حيث استطاع الفريق تحقيق التوافق والمواءمة بين أعضائه، وبناء شبكة فعّـالة من المفاوضين، تواكب المستجدات .. بل تسارعها، كي تضمن التفوق عليها، مشيراً إلى أن هذا الفريق مستمر في تكاتف جهوده والتجهيز والإعداد والتأهيل والتخطيط الجيد .. والاستعداد التام لضمان أقصى فاعلية وكفاءة.
وقال البستكي لقد انضممنا إلى منظمة المفاوضين الدوليين قبل ثلاث سنوات، وخلال سنتين فقط استطعنا الحصول على ثقة المنظمة باستضافة المؤتمر هنا في دبي .. وإن تتويج شرف استضافتنا لهذا المؤتمر وخاصة إننا نؤمن بأن النجاحات لا تتحقق بعمل فردي .. إنما بتضافر الجهود .. وأنه لا مسير بلا شريك، فاسمحوا لي جميعا أن أنتهز هذه الفرصة وأن أتقدم بالشكر الجزيل إلى أحد أبرز شخصيات منظمة المفاوضين الدوليين الذي بذل جهده ووقته من أجلنا حتى فهمنا وأدركنا جوهر وفن التفاوض، السيد نيل ستابلي كبير مفتشي المباحث ورئيس وحدة التفاوض والأزمات في شرطة متروبوليتان بالمملكة المتحدة.
وفي ختام كلمته أوضحالعقيد البستكي للمشاركين أهمية برنامج المؤتمر الذي يضم محاور رئيسية ومحاور مساهمة وداعمة في التفاوض الأمني بالإضافة الى تجارب وخبرات خاضها أعضاء الفريق من خلال المحاضرات وورش العمل التفاعلية لايمان المنظمة بعملية التدريب المستمر وتنمية المهارات مستمرة، مؤكداً على أنه مهما كان الأداء ومهما كان المستوى، علينا إكتساب المعارف والسلوكيات التي تمكننا من مواجهة المتطلبات الحالية والمستقبلية، كما أننا نسعى في هذا المؤتمر إلى نشر وتعميم وتبادل المعرفة، والاستفادة منها والتفاعل البنّــاء مع كادر فريق التفاوض الأمني، والاستفادة القصوى من هذا الأسبوع المعرفي.
التعليقات (0)