الشعب الإماراتى من أحب الشعوب العربية للمصريين ، حيث يتعامل الإماراتيون مع المصريين المغتربين بأرضه بأفضل معاملة بالمقارنة بأى دولة عربية أُخرى ، ولكن الهجوم الذى شنه الفريق ضاحى خلفان على الرئيس المصرى المُنتخب لم يكن أول تصريح غريب يصدر عنه ، فبعد قيام الثورة شن عليها هجوماً غير مُبرر بدعاوى لا يصدقها عقل طفل حيث قال أن الثورة المصرية موَّلتها إسرائيل وهى مؤامرة صهيونية على زعيم عربى أخلص لوطنه وأمته العربية لسنوات طويلة ، وأن محاكمة مبارك فى شهر رمضان لها مغزى ! ، ثم إنتقل الرجل حالياً ليصف الثورة بأنها تمت بمساندة إيرانية ! ، وقد نعذره فى هذه التصريحات بوصفه رجل أمن أدمن سوء النية وإعتبار أى شخص مجرم حتى لو لم تكن هناك جريمة ، ولكن تصريحه الأخير والذى قال عن الرئيس المصرى المنتخب محمد مرسي انه "سيأتي للامارات زاحفاً طالباً منهم العفو والسماح" هو تصريح سياسى أهان مصر وشعبها قبل أن يًهين رئيسها المنتخب ، وعلى ما يبدو أن الرجل ما زال متأثراً برئاسته لإتحاد ألعاب القوى ولا يعرف الفرق بين ألعاب السياسة وألعاب القوى ! .
وقد عزى الفريق خلفان الأمة العربية والإسلامية بفوز الإخوان مع أن غالبية الأمة العربية والإسلامية تحتاج تهنئة وليست تعزيه رغم أن الكثيرين ـ وأنا منهم ـ يختلفون مع كثير من سياسات الإخوان وسوء خياراتهم السياسية ، ولكن خلافنا معهم خلاف سياسى أما خلافنا من رموز نظام مبارك هو خلاف جنائى ، وقد يكون إختيار الدكتور مرسى ليس الأفضل لمصر حالياً ولكن ماذا نفعل وقد خيرنا صندوق الإنتخابات ما بين صناعة نظام جديد لم نُجربه وبين إحياء نظام مُجرم جربناه .
ثم يُكمل الفريق ضاحى بأخطر شىء وهو نفى صفة الإسلام عن جماعة الإخوان مع أنه ـ على ما أظن ـ عضو مجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية بالإمارات بقوله " فانهم ليسوا من الاسلام في شيء" ثم قال أنهم "استخدموا الدين ولم يخدموه" وهذه المقولة قد نتفق أو
نختلف معها .
نحن نعلم أن الأنظمة العربية القمعية لم تتوافق فيما بينها بمثل توافقها فى المسائل الأمنية فتجد أن النشطاء السياسيين فى أى بلد عربى عندما يذهب أحدهم لبلد آخر يكون معروف لدى سلطاتها الأمنية وربما يتم القبض عليه فى المطار أو يتم ترحيله بطريقه مُهينه وقد حدث ذلك كثيراً ، فوزراء الداخلية العرب هم الوحيدون الذين يلتقون بصفة دائمة لتنسيق العمل بينهم ليس لحماية أمن بلادهم القومى ولكن لحماية أنظمتهم القمعية ، والفريق خلفان حقيقة تصريحاته هى نفس التصريحات الخيالية الغير مستندة على حقائق التى أطلقها اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية ونائب الرئيس السابق وهو مُعلم هؤلاء جميعاً ، والذى يتواجد الآن فى الإمارات بالقرب من الفريق ضاحى خلفان وقد لحقه الفريق أحمد شفيق ، فنرجو من الفريق ضاحى خلفان عندما يُغرِّد أو يُتوْتِر ألاَّ يَتَوَتَّر .
التعليقات (0)