مواضيع اليوم

صِراع الزنجي والأعور, مَن يصل إلى البيتِ الأبيضِ أولاً ؟! - سخراط

أصــيل أنا

2009-01-08 17:37:40

0

(مسرحيّة : صراع الزنجي والأعور, من يصل إلى البيت الأبيض أولاً؟)





(تفتح الستارة على حلبَة مصارعة ضخمة, ملآنة مدرجاتها بالجماهير)
(يسلّط الضوء على طاولة المعلّق الضخم)
- المعلّق بصوته الرخيم المبحوح صارخاً :
لااايدييز آند جانتل ماااان ..






(صوت صراخ ودويّ الجماهير يعلو)
(تنتقل الأضواء إلى مدرجات الجماهير حيث الفتيان والفتيات يصرخون بفوضويّة, متلهفين لرؤية لونِ الدمِ المنعش .. عشقاً للقتال, تماماً كما أجدادهم المجرمين القادمين من سجون بريطانيا, المتصارعين, المتلذذين بشرب دماء الهنودِ الحمر, عشّاقَ القتال العنيف, عشّاق قتالِ الأنجلوسكسونيين واللاتينيين, عشاقَ المطاردات, وحروب الاستقلال عن الأُم, وحروب التحرير, المتلفّعينَ بكُل معاني العنف والجريمة والوحشيّة )



(تنتقل الأضواء إلى الحَلَبَة الخاوية.. ثم تعود بسرعة نحو المدرجات) :
(يزداد الضجيج لهفاً لرؤية القتال, ومناظر الإراقة الدموية, حتى يكون منظر الجماهير - كما يقول عنها سيّد - : في هياجها الحيوان المنبعث من إعجابها بالعنف القاسي, وعدم التفاتها إلى قواعد اللعب وأصوله, بقدر ما هي مأخوذة بالدم السائل, والأوصال المهشمة,
وصراخها هاتفةً -كلٌّ يشجع فريقه- : حطّم رأسه, دقّ عنقه, هشّم أضلاعه, اعجنه عجناً !" )
- ومع كل هذه الفوضى والصراخ .. يعود المعلّق الأقرع صارخاً مرة أخرى بصوتٍ مبحوحٍ أكثر :


" أيُّها الحمقى القادمون لَهَفاً للدماء .. والحمقاوات .
السّادرونَ خلف مقاعد الانتظار .. والسّادرات .
المُولعونَ بإراقة الدماء والعنف .. والمولَعَات .
جمهورنا الغفير .
أيُّها الشّعب الحقير .



رحّبوا معي ببطَلَي هذه الأُمسية الحمراء :
- السّوبر مان الفتّاك, والحيوان الأسود المتوحّش, بطل مدينة (هونولولو) حيث مسقط رأسه : باراك أوباما :








- و الأعور المُكسّر, الخنزير الأبيض الشَرِس, بطل مدينة (كوكوسولو) حيث مسقط رأسه : جون ماكين :











(تسلّط الأضواء على الحَلَبَة حيث يتوسّط اللاعبان الحلبة انتظاراً لبدء الصراع )
(تعود الأضواء نحو المعلّق, ويواصل صارخاً) :



- صراعنا اليوم, صراعٌ دمويٌ إلى البيت الأبيض, الصراع الذي سيحكم فيه المنتصر كل هذه المساحات الشّاسعة من الأراضي الأمريكيّة الممتدة بين المحيطين الأطلنطي والباسيفيكي - بغض النظر عن أنّه سيحكم العالَم أجمع لكونه رئيس الدولة الأكبر على هذه البسيطة - الدولة ذات الموارد التي لا تنضب من المواد والخامات, ذات القوى والرجال, ذات المصانع الضخمة التي لم تعرف لها الحضارة نظيراً, ذلك النتاج الهائل الذي يعيا به العدّ والإحصاء, تلك الأجسام المتكدّسة من البشر المنتشرة شمالاً وجنوباً, من زنوج جورجيا إلى (بدو) أريزونا مروراً بـ(ِشيبان) تكساس.. تلك اللذائذ الحُرّة المطلقة من كل قيدٍ أو عرف, تلك الحماقة التي لم يشهد التاريخ لها مثيلاً .














أيُّها الأغبياء .. لنحيي أوباما أولاً .. لنحيي الحيوان الأسود المتوحش, السُّوبر مان البطل, المسبّح بحمدِ إسرائيل دوماً - مطبقاً قوانين المنافسة على هذه الحلبة - ..
ولنحيي جدَّته الشمطاء - فإنّ وراء كلِّ حقيرٍ امرأة حقيرة -, تلك التي ربّته على يديها مع ما عانت من عسرٍ في إفهام هذا البليد دروس الطرح والجمع وحروف الاي بي سي دي,
لنحييها على صبرها الذي ترى الآن حصاده العفن .





(يُسلّط الضوء على الجمهور, حيث يتوسّطهم الأسود الضخم صارخاً) :
- بتحبُّوا ميييين ؟
- أوباااامااااا
- صاحب الملاييين ؟
- أوبااامااااا





(يعود المعلّق صارخاً بصوته المبحوح) :
والآآآآن , لنحيي المتنافس الآخر, القرصانَ الأعور, الخنزيرَ السّادر في الظلام, العامل في الخفاء - تماماً كما أسياده اليهود -, ذي اليدّ المكسورة المعاقَة, والعاهات المستديمة في الذراعَين والأرجل - حيث لعِبَ به الفيتناميُّون لعبة (إكس أو) - , فداءً لتحيى أمريكا : الأحمق ماكيييين




الصورة أعلاه لما كان صغيراً, وإلا فهو الآن طاعنٌ في السنّ جداً !







(يعلو صوت الجماهير بصخب)
(يُسلّط الضوء على الحَلَبَة)
(يُقرع جرس بدء الصراع) ..



(يعود صاحب الصوت المبحوح صارخاً) :
ويبدأ الصراع الدامي, المميت, فاستمتعوا أيها العطشى إلى سفك الدماء .. يتقدّم الآن أوباما ليُوسعَ ماكين ضرباً على مؤخرته الضخمة, واااااو!, أوباما يُحرز تقدماً, ماكين الأحمق يهرب حول الحلبة, تبدو جدّة أوباما في فرح.

ماكين يعود بذراعه المشوّهة, واااو!, ماكين يسدد ضربةً قاسية في وجه أوباما, يبدو أوباما متألّماً, أوباما يحاول استعادة قوته, ماكين يعود مجدداً يسدد ضربة في رأس أوباما, واااااو!, ما أمتع الألم عندما لا نشعر به!, أوباما يتلوّى ألماً .



غير معقول!, أوباما يقوم كما الأسد, ينقض على رأس ماكين الأصلع, ذي الشَعرات البيضاء القليلة, يبدو أنّ ماكين يتراجع, أوباما ما زال (يعضّ) رأس ماكين, وااااو!, ماكين يتعصّر ألماً كما يبدو.



مُدهش!, ماكين يستلقي على الأرض متألماً, يتلوَّى, يتلوَّى, متألماً, ياللمتعة!.



هيّا .. انقضْ عليه أيّها الوحش الأسود, ما هذا.!, أوباما يتجه إلى زاوية الحلبة, يصعد على العامود, ماذا يحدث!... أوباما سينقضّ؟, أنظروا..!, أوباما يطير في الهواء, السوبر مان البطل يطير ليسقط بضربة قاضيةٍ على العجوز الأحمق,




(!!)
يا للمفاجئة!

ما هذا,


(!!)





ماكين يبتعد عن مكانه, ليسقط أوباما على الأرض متألّماً, يااااه!, يالها من ضربةٍ مؤلمة, ما أحمقكَ أيُّها الأسود, يبدو أنّه كمينٌ احترافي من ماكين! - تبدو مكيدةَ جمهوريٍّ محترف - .
انظرو.. ماكين يعود لينقض على أوباما, الحكم يأتي ليعدّ .. 1 ؟ ... 2؟ .. تستسلم؟ .... 3 ... انتهى الصراع!



(يُطلَق صوت جرس انتهاء الصراع)
(يواصل المعلّق بصوتهِ المبحوح) :
ويَنتصر الأحمق... حقاً إنه لصراعٌ دمويٌّ لذيذ!
الأحمق ماكين, يرفع يديه معلناً فوزَه .
لنبارك لهذا العجوز الأحمق, هنيئاً لك, بل .. هنيئاً لنا بك !



(تنتقل الأضواء إلى المدرّجات.. حيث الضخم الأسود الذي كان يشجّع أوباما قبل قليل انظمّ إلى حزب ماكين - كم أنتم متلوِّنون يا هذا الشعب! - يصرخ) :
- مااااكين مااكييين
- طربق طربااااق
- نصب الكمييييين
- طربق طرباااااق
- ع المستر أحمق
- طربق طرباااااق
- وسرق العرييين
- طربق طرباااااق




(تعود الأضواء إلى الحَلَبَة, حيث يبدو أوباما مستلقياً وعلى رأسه جدّته, ويبدو بجانبهما ماكين رافعاً يديهِ معلناً الانتصار)
(يصرخ المعلّق مجدداً) :
الموت لهيلاري!, فها نحن نعلن - بعد عشرات الرؤساء الذين مروا على دولتنا - أنَّه لا مكان للمرأة لدينا على هذا المنصب, لن تحصل المرأة إلا على الإهانة, و الشّعارات المزيّفة للمساواة ولن تحصل عليها أبداً, فالرئاسة للرجال .. فقط!

الموت لأوباما!, فها نحن نعلن - بعد عشرات الرؤساء الذي مروا على دولتنا - أنَّه لا مكان للأسْوَد لدينا على هذا المنصب, ليلقى حتفه كما مارتن لوثر والآخرون, أو ليبقى بائعَ كلام كما جيسي جاكسون والآخرون!, لن يحصل السود إلا على الإهانة, والشّعارات المزيَّفة للمواساة, والرئاسة.. للبيض, فقط!



كم أنت أحمق يا أوباما, أتريد أن تكون رئيساً في دولةٍ كنتَ - أنتَ وأجدادكَ من قبل - تقفون احتراماً للأبيض حيث يجبركم القانون على ذلك ؟ ..
هل سيرضى العجوز الأبيض الذي عاش قبل الخمسينيّات - قبل مزاعم المساواة العنصريّة - أن تكون رئيساً عليه وقد كنت من قبل تقف احتراماً له ؟ .... ( بدري .. بدري عليك ! )


والنصر لماكين! , الفوز للجمهوريين القُبحاء, فهاقد احتلّ ماكين مركزاً متقدّماً في قائمة الجمهوريين القبحاء لهذا العام (UglyRepublicans), هنيئاً لكِ دولتَنا, ستعيشينَ عهداً جديداً من الحماقة والسفه, في كنف الجمهوريين .. فابتسمي!




ابتسمي, ابتسمي .. بكل ما أوتيتي من قوَّة وعنف ..
فقد لا تستطيعين الابتسامة لاحقاً !




(تُطفئ الأنوار..
...... ويُغلق مسرح التاريخ!)



( تنزل لوحة من الأعلى وقد كُتِبَ عليها) :
" قد لا يلتزم الممثلُون دائماً بالأدوار, قد ينتصر أوباما, أو قد يُقتل ماكين, أو قد يكون جيسي جاكسون رئيساً, اللهُ وحده الذي يعلَم! "








التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !