مواضيع اليوم

صُـــنـــــع ا لـمـعـــر و ف : إ عـمـل ا لـــخــــيـر و إ ر مـــــيـه فـي ا لـبـــحـــــــر

أشرف هميسة

2011-06-17 16:54:29

0

إن حُـب الخير و الإيجابية و التعاون على البر و التقوى و بذل المعروف من أخلاقيات المسلم و لعل قول الشاعر :

           إزرع جميلا و لو في غير موضعه .............. فلا يضيع جميلا أينما زرعا  .

                                                 إن الجميل و إن طال الزمان به ............... فلا يحصده إلا الذي زرعا  .

هذه القصة الحقيقية دارت في اسكتلندا ، حيث كان يعيش فلاح فقير يدعى فلمنج ، كان يعاني من ضيق ذي اليد والفقر المدقع ، لم يكن يشكو أو يتذمر لكنه كان خائفا على ابنه ، فلذة كبده ، فهو قد استطاع تحمل شظف العيش ولكن ماذا عن ابنه ؟
وهو مازال صغيرا والحياة ليست لعبة سهلة ، إنها محفوفة بالمخاطر ، كيف سيعيش في عالم لا يؤمن سوى بقوة المادة ؟
ذات يوم و بينما يتجول فلمنج في أحد المراعي ، سمع صوت كلب ينبح نباحا مستمرا ، فذهب فلمنج بسرعة ناحية الكلب حيث وجد طفلا يغوص في بركة من الوحل وعلى محياه الرقيق ترتسم أعتي علامات الرعب والفزع ، يصرخ بصوت غير مسموع من هول الرعب و لم يفكر فلمنج ، بل قفز بملابسه في بحيرة الوحل ، أمسك بالصبي ، أخرجه ، أنقذ حياته ..

وفي اليوم التالي ، جاء رجل تبدو عليه علامات النعمة و الثراء في عربة مزركشة تجرها خيول مطهمة و معه حارسان ، اندهش فلمنج من زيارة هذا اللورد الثري له في بيته الحقير ، هنا أدرك إنه والد الصبي الذي أنقذه فلمنج من الموت ..
قال اللورد الثري ( لو ظللت أشكرك طوال حياتي ، فلن أوفي لك حقك ، أنا مدين لك بحياة ابني ، اطلب ما شئت من أموال أو مجوهرات أو ما يقر عينك ) أجاب فلمنج ( سيدي اللورد ، أنا لم أفعل سوى ما يمليه عليّ ضميري ، و أي فلاح مثلي كان سيفعل مثلما فعلت ، فابنك هذا مثل ابني والموقف الذي تعرض له كان من الممكن أن يتعرض له ابني أيضا )
أجاب اللورد الثري ( حسنا ، طالما تعتبر ابني مثل ابنك ، فأنا سآخذ ابنك و أتولى مصاريف تعليمه حتي يصير رجلا متعلما نافعا لبلاده و قومه ) لم يصدق فلمنج ، طار من السعادة ، أخيرا سيتعلم ابنه في مدارس العظماء ، وبالفعل تخرج فلمنج الصغير من مدرسة سانت ماري للعلوم الطبية ، و أصبح الصبي الصغير رجلا متعلما بل عالما كبيرا ، نعم ، فذاك الصبي هو نفسه سير ألكسندر فلمنج

( 1881 ــ 1955 ) مكتشف البنسلين penicillin في عام 1929 ، أول مضاد حيوي عرفته البشرية على الإطلاق ، و يعود له الفضل في القضاء على معظم الأمراض الميكروبية ، كما حصل ألكسندر فلمنج على جائزة نوبل في عام 1945 .. لم تنته تلك القصة الجميلة هكذا بل حينما مرض ابن اللورد الثري بالتهاب رئوي ، كان البنسلين هو الذي أنقذ حياته ، نعم مجموعة من المصادفات الغريبة ، لكن انتظر المفاجأة الأكبر ، فذاك الصبي ابن الرجل الثري ( الذي أنقذ فلمنج الأب حياته مرة و أنقذ ألكسندر فلمنج الابن حياته مرة ثانية بفضل البنسلين ) رجل شهير للغاية ، فالثري يدعى اللورد راندولف تشرشل ، وابنه يدعى ونستون تشرشل ، أعظم رئيس وزراء بريطاني على مر العصور ، الرجل العظيم الذي قاد الحرب ضد هتلر النازي أيام الحرب العالمية الثانية ( 1939 ــ 1945 ) ويعود له الفضل في انتصار قوات الحلفاء ( انجلترا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي ) على قوات المحور ( ألمانيا و اليابان و إيطاليا )
هذه الحكاية العجيبة بدأت بفلاح اسكتلندي بسيط فقير أنقذ طفلا صغيرا ، فعلا عمل الخير لا ينتهي أبدا و المحبة لا تسقط أبدا .. فما كان لله دام و إتصل و ما كان لغير الله إنقطع و إنفصل ...

الحكمة : باختصار شديد جدا ,, إذا عملت معروف لا تنتظر شكراً من احد و يكفيك ثواب الصمد و ثق تماماً بأنه لن يضيع .. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ... أسأل الله القدير أن يرزقنا الإخلاص في القول و العمل و يرزقنا التوفيق في الدنيا و الآخرة ...... أشرف هميسة 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !