مواضيع اليوم

صيف مثلج !

علي جبار عطية

2010-07-10 07:46:00

0

علي جبار عطية
وصلت حرارة الطقس في الأيام الماضية الى خمسين درجة , فما الذي تبقى حتى نصل الى درجة الغليان ؟ ولماذا يلقى اللوم على المواطن الغضوب اذا تظاهر أو أبدى تذمره فيتهم اتهامات سياسية !؟
أين صارت الوعود بتحسين اداء منظومة الطاقة الكهربائية ؟ ولماذا تقفز الارقام المطلوبة لسد الحاجة كل مدة حتى وصلت اخيراً الى (27000) ميكاواط بعد ان كانت لا تتجاوز العشرة الاف ميكاواط ؟
هل أصبحنا نتكاثر بمتوالية هندسية ؟
اين يذهب المسؤولون حين يشتد القيظ ؟
حدثني أحد الأخوة وقد اضطرته حالة مرضية الى دخول المستشفى يقول لقد كان التبريد داخل الغرفة بل الردهة جيداً جداً وشعرت طوال اقامتي ان الطقس انقلب الى شتاء وفي المساء أزحت الستار عن النافذة فرأيت الاشجار تميل مع الريح فقلت لمرافقي ما الذي حصل هل عاد الشتاء الى العراق في منتصف حزيران ؟
فضحك مرافقي وقال لي اذا اردت ان تتعرف على الجو فما عليك سوى ان تمد يدك من الشباك لتحس بصيفنا المثلج الذي صار يشبه صيف دول الخليج في الرطوبة العالية وشدة الحر وان لم يشبهه في الخدمات التي تقدمها الحكومة لتخفيفه !
ويردف محدثي القول : الآن عرفت حجم الهوة الواسعة بين المواطن والمسؤول فاذا كنت انا المواطن البسيط واعايش الحر يومياً ووضعتني الظروف في المستشفى المكيف تكييفاً مركزياً ومع هذا نسيت الحر وتصورت الشتاء قد عاد فكيف حال المسؤول الذي يعيش في التكييف صيفاً وشتاءً فضلاً عن الايفادات الشهرية لـ (حماية الديمقراطية) فما تظن شعوره بالمواطن الذي يتقلى على هجير الانتظار ؟
واذا كان يعيش سنته بارداً مبرداً فكيف نطالبه ان يشعر بسخونة الوضع ويعجل بتمشية امور الناس ؟! انها معادلة عرجاء حقاً ان يظل الخطاب الحكومي يطالب المواطن بالتضحية والصبر وكأنما وظيفته الاساسية هي أن يعطي من دون أن يأخذ سوى الأذى ولا يستطيع تناول الشاي مثلجاً !

كاتب وصحفي عراقي




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !