المصدر: الرائد نت / خاص
ترجمة وإعداد: رفيدة الراوي
موقع معهد بروكنز
من الصعوبة الحديث اليوم عن قرب تولي "إياد علاوي" لرئاسة الحكومة العراقيّة القادمة، خصوصاً بعد اتجاه المفوضيّة المستقلة للانتخابات لإعادة فرز الأصوات في العاصمة بغداد "يدويّاً".
إضافة إلى أن انتصار "علاوي" أصلاً كان بفارق ضئيل من الأصوات عن "المالكي"، بما أتاح له الاستحواذ على ثلث مقاعد مجلس النوّاب العراقي.
الجزّء الأصعب
أسباب عديدة تزيد من صعوبة الوصول إلى نهاية لهذه العمليّة -تشكيل الحكومة- خصوصاً في ظل مستوى كراهيّة عالي بين قادة الكتل السياسيّة العراقيّة.
كما أن "نظام التمثيل النسبي" في العراق يفسح المجال للمساومة الطويلة ويعطي الفرصة للأحزاب والتجمعات السياسيّة الصغيرة للعمل على حساب الكتل الكبيرة.
التحدي الأكبر الذي يواجه الولايات المتحدة حاليّاً عدم خسارة المكاسب التي حققت المكاسب التي تحققت من الانتخابات في عمليّة تشكيل الحكومة.
لاسيما أن عمليّة تشكيل الحكومة قد تستغرق أشهراً والوضع في العراق ممكن أن يكون غير سارٍ للغاية، وذلك للأسباب الآتية:
1. أن رئيس الوزراء الحالي سوف يبقى في السلطة بصفة مؤقتة لحين تشكيل الحكومة الجديدة، وهو معروف بقدرته على استخدام الاجراءات السياسيّة للالتفاف على الحواجز السياسيّة.
2. على الرغم من تهميش دور الميليشيات خلال السنتين الماضيتين، إلاّ أن احتماليّة تحركهم خلال مفاوضات تشكيل الحكومة أمراً قائماً، للتأثير على تشكيلة الحكومة القادمة.
3. حاجة العراق اليوم ملحّة لتشكيل الحكومة، وذلك لأن هناك عطاءات وعقود تصليح البنية التحتيّة وخلق وظائف ومحاربة الخارجين على القانون وإعداد مصالحة، بالتالي لا يمكن أن سكون العراق من دون حكومة قادرة على اتخاذ إجراءات حاسمة، ولفترة طويلة.
لكن سيكون للولايات المتحدة أسبابها الخاصة للاستعجال بتشكيل الحكومة، إذ أن الرئيس "أوباما" تعهّد بسحب القسم الأكبر من القوات في العراق على وجه السرعة.
وهو ما سيضعه –أي أوباما- في موقفٍ لا يحسد عليه بين "الديمقراطيين" المتشددين والمتمسكين بقرار الإنسحاب، والجمهورين الذين قد يروجون هزيمة "أوباما" وهروبه من حرب انتصر فيها الرئيس السابق "جورج بوش".
النصر لا يأخذ وإنما ينتزع
وإذا لم يتمكن العراقيّة من الاتفاق على الشكل القادم للحكومة بحلول حزيران، فإن البيت الأبيض سيبدأ بالتململ على الأكثر..ما سيدفع الإدارة الأميركية لحث السفير الأميركي في العراق كريستوفر هيل للتدخل المباشر في مفاوضات تشكيل الحكومة.
وبطبيعة الحال فإن الأميركيّين يريدون حكومة تحافظ على النظام وتسعى لتحقيق المصالحة الوطنيّة عبر سلسلة غير منقطعة من المفاوضات.
وقد تطلب واشنطن من السفير "هيل" التدخّل في تشكيل حكومة "وحدة وطنيّة" بما يعني الالتفاف على نتائج الانتخابات، ليظهر الأمر في النهاية وكأنه انتصار للوحدة الوطنيّة، ولتسهيل عمليّة الانسحاب الأميركي من العراق.
لكن على المدى الطويل ستكون هذه العمليّة كارثة بكل المقاييس، إذ أنها ستؤجل الانقسامات العميقة بين السياسيّين العراقيّين وسينتج عنها في النهاية شلل للحكومة العراقيّة.
وعليه سيجد هيل نفسه حينذاك في موقع إبلاغ واشنطن أنها تملك ثلاث خيارات:
1. إما أن نحلم بائتلاف عراقي جديد من خلال استخدام نفوذنا المتبقي، لكن هذا سيخلق حكومة غير شرعيّة تقوّض موقف الإدارة الأميركيّة كوسيط مساهم في الحفاظ على السلم.
2. استخدام السلطة نفسها في تشكيل حكومة وحدة وطنية من شأنها أن تكون قادرة على حكم البلاد لفترة، لكنها ستهدد التقدم المحرز في السنوات الثلاث الأخيرة.
3. أو أن نتحلّى بالصبر بما يدفع الأحزاب العراقيّة لتشكل حكومة وفقاً لنتائج الانتخابات.
التعليقات (0)