صيد الزبون!

علي جبار عطية
الأربعاء 08-01-2014
    طباعة المقال      Print

هل جربت ان تمر بسوق فيه باعة سمك ؟ وهل تعرضت الى محاولة صيد ؟ هذا ما حصل معي ومع عدد من المتبضعين الذين مروا بمواقف متشابهة لموقفي وبيان ذلك أنك قد تكون لاتفكر البتة في شراء السمك ولكن الفضول يدفعك الى النظر الى السمك الحي وهو يسبح يميناً وشمالاً يشجعك في ذلك وجود نافورة تضفي اجواء طبيعية على حوض السمك!
ما أن يلمح البائع الفضول في عينيك حتى يبدأ بنصب شبك اصطيادك .. يقول في البدء ( سمك تازة .. الكيلو بستة الاف جوة السوق بلاش .. تعال .. وينهم الأكالة!)
 بل هناك نساء يبعن السمك لايشك المرء في دراستهن لعلم النفس فهن ينادين كل شخص بما يحب أن يسمعه فتسمع عبارات مثل(تعالي ياحلوة) و(تعال ياشاب يخليك الله لشبابك !) مع أن الرجل قد يكون له طقم اسنان صناعي !
 هنا تبدأ محاولة الاستدراج تأخذ  مفعولها اذ تتوقف وتبدو السمكة في الماء وهي تلبط سمينة وتقتنع بأنك رابح لا محالة فتطلب بدل السمكة اربع سمكات ولم لا فالصيد ثمين فاذا وزنت صارت ستة كيلو غرامات اي الحساب 36 الف دينار وبحركة سريعة يقوم البائع بشق البطون واخذ بيض السمك الذي تحبه ويقنعك بنفس الفهلوة أن السمكة ذكر وبطنها دهن لايفيدك !
 بعد مغادرة السوق تبدأ معاناة اخرى اذ ان كيس النايلون الذي يحمل السمك ينز دماً اينما تضعه وتنتشر رائحة الزفر أينما تحل وتتجنب رؤية الاصدقاء فالوضع لايحتمل ولو كان الصديق قد فارقته عدة سنين فلا مناص من التهرب لأنه من غير المستحسن معانقة شخص تسكن عنده رائحة الزفر !
 ثم تكتشف ان بائع السمك قد صادك وانك قد خضعت لشبه تنويم مغناطيسي في اثناء عملية الشراء!
حين سألت عدداً من الذين مروا بتجربتي دهشت للتشابه في طريقة اصطياد الزبون فالبائع يبدو انه نفسه صائد للسمك  يتقن اللعبة وان كان بعضهم حسبما عرفت يشتري حصته من السمك من اصحاب مزارع السمك الذين لهم احواض صناعية يغذونها تغذية صناعية لكن مهارتهم تكمن في هذا الاصطياد العجيب للزبون الذي لاتنفع معه لادراسة ولاحصافة ولاخبرة !
 والنصيحة ان يتجنب المرء التوقف عند أي بائع للسمك تجنباً لخضوعه لأية عملية (تقفيص) او تنويم مغناطيسي وتوريطه بشراء شيء لايحتاج اليه!