علي جبار عطية
شاهدت على قناة ( الجديد ) الفضائية اللبنانية مساء الاحد 30-4-2011 لقاءً مباشراً مع الاعلامي التونسي ( غسان بن جدو ) بمناسبة استقالته من قناة الجزيرة لاسباب مبدئية واللافت لانتباهي في هذا اللقاء ان غسان بن جدو اعلن عزمه على فتح مقهى في الضاحية الجنوبية لبيروت ونيته انشاء فضائية .
وماهي الا دقائق حتى اتصل مستثمر ثري ليعلن استعداده لدعم هذه القناة التي لم يعلن عن اسمها بعد!
أما المحاور فقد قال للضيف اننا سمعنا بانك ستعود الى تونس لانه معروض عليك منصب اعلى من وزير!
فرد بن جدو بالقول : سأعود لكن لن اتولى منصباً حالياً وربما افكر في ذلك بعد سنوات !
حين يسمع المرء مثل هذا الكلام والعروض التي انهالت على بن جدو لابد ان يغار او يشعر بالغيرة وقد تتحرك في نفسه مشاعر الغبطة او الحسد حين يقارن ذلك مع ما يلاقيه خصوصاً اذا كان اعلامياً يمكن ان يتعرض للفصل الكيفي وانهاء الخدمات اذا ارتكب خطأ او خالف هوى المسؤول عنه والمشكلة انه لا احد يقف معه او يتبنى الدفاع عن قضيته أو محاولة الحصول على بعض حقوقه يعني باختصار يشعرانه ريشة اعلامية في مهب عاصفة من المصالح المتناقضة وربما يضطر الى ارتداء عدد من الاقنعة في اليوم الواحد لمداراة الجهات او الاشخاص الذين يتعامل معهم والادهى من ذلك ان هذه التنازلات تكون على حساب شخصيته المهنية وابداعه فتكون النتيجة فقدانه لموضوعيته وتحوله الى امعة !
قد يبسط بعضهم الامور وينسب هذه الاشياء الى الحظ او اصطياد الفرصة التي يتمتع بها الاعلاميون العرب والاجانب وهذا شيء فيه جانب من الصحة لكن الجانب الابرز في القضية يتمثل في الثقة التي تمنحها المؤسسة الاعلامية لمن ينتمي اليها والتي تصقل شخصيته وتنمي فيها روح المبادرة ثم تنعكس في الثقة التي يتحدث بها مثل غسان بن جدو في نجاحه المحتمل في الفضائية التي سيديرها او المقهى الذي سيفتحه بعد ايام . اتذكر مقولة للنبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله قالها بعد انتهاء معركة (احد) واستشهاد عمه الحمزة اذ قال : ( لكن حمزة لابواكي له )!.
التعليقات (0)