صيدالفيحاء!

علي جبار عطية

شاهدت خلال الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام برنامجاً رائعاً على قناة (الفيحاء) الفضائية عنوانه (عمالقة المنبر الحسيني) فتيقنت ان هذه القناة وطنية بامتياز وانها منذ بدء بثها المحدود في دبي الى محاربتها الشرسة من الارهاب العالمي ثم اغلاقها وانطلاقتها الواسعة من السليمانية وهي تثبت يوما بعد يوم جرأتها ورسالتها الاعلامية الرصينة والهادفة وتبنيها للخطاب العراقي الاصيل .
في هذا البرنامج المشار اليه آنفاً استقصت الفيحاء ابرز المنشدين من الرواد الذين كانوا ينافحون بالكلمة اشرس نظام عرفته البشرية وقد كشف البرنامج خلفيات الصراع بين رجال الامن وشعراء المنبر الحسيني وكيف ان احد الجلاوزة قال لاحد المنشدين : ( ان قصيدة واحدة من قصائدك تعدل اكثر من الف صاروخ لانكم تصرفون الشباب عما نريده منهم) . !
وحكى شقيق الشاعر الشهيد رسول محيي الدين ظروف كتابة قصيدة (ياحسين بضمايرنا) وكيف كتبها الشاعر اثر استجواب امني من مدير امن النجف ورفضه تسلم مبلغ من المال وقد ادرك ببصيرته ان البلد مقبل على اسوأ المراحل التاريخية مع ان الرفاق لم يكشروا عن انيابهم بعد وقد ادى القصيدة المنشد الراحل ياسين الرميثي فاعطاها لوناً جذاباً خالداَ.
يقول شقيق الشاعر الشهيد : لقد ظل رجال الامن يلاحقون اخي الى ان اصطادوه في مجلس تعزية فدسوا له الزرنيخ تلك المادة السامة في القهوة ولم تفلح محاولاتنا في انقاذه اذ اضطر الطبيب الى قطع جزء من امعائه ثم توفي رحمه الله لتظل قصيدته خالدة .
وقد اظهر البرنامج ذكاء الشعراء والمنشدين في تمرير بعض المقاطع الشعرية ضمن القصائد المنشدة والتي تدين الوضع القائم بشجاعة لافتة للنظر .
وحين ينتقل مقدم البرنامج ليسأل المنشدين واصحاب مجالس العزاء عن وضعهم بعد التغيير النيساني تأتي الاجابة ان الوضع تغير مابين السماء والارض فنحن نقيم المجالس بلا موافقات امنية والمنشد له كامل الحرية في ما يريد قوله.
وهي شهادة بحق اوصلها هذا البرنامج بعكس رسالة قنوات فضائية منافقة فقد راقبت سلوك بعضها ممن عرفت بمناوأتها لاي تغيير ايجابي في البلد فكانت من جانب تنقل بعض الشعائر الحسينية ومن جانب آخر تقرأ في سبتايتل الشاشة عبارات خبيثة مثل ( المواكب الحسينية تستنكر الاحتلال الايراني لبئر الفكة و تنتقد اداء المسؤولين ) ! ولا ادري هل تكون امنيات هذه القناة خبراً على الشاشة ..
ونعود للفيحاء فاقول هل تظل هذه القناة الاصيلة وحيدة في الميدان كالحسين عليه السلام الا من قلة مخلصة ؟

كاتب وصحفي عراقي