مواضيع اليوم

صيانة الأمن أم حرية البلاك بيري؟

مصعب المشرّف

2010-08-04 21:58:49

0

صيانة الأمن أم حرية البلاك بيري؟

موضوع إيقاف خدمات هاتف البلاك بيري المزمع في بعض الدول العربية أثار الحديث مجددا حول مسألة الحجب والمنع والرقابة التي ترى معظم الحكومات العربية ودول العالم الثالث تقريبا أنها ضرورية لحماية مجتمعاتها . في حين يرى الرأي الآخر المعارض أن المسألة لا تعدو حرص حكومات العالم الثالث على التحكم في كافة مصادر الخبر والمعلومة التي لا تروق للحكومة أو التي لا ترغب في تداولها بين قطاعات عريضة من المواطنين .....

وهناك طرف ثالث يلخص المشكلة في أنها أمنية بحتة ويحتج بأن الماسنجر تتم مراقبته في كندا والولايات المتحدة بحجة محاربة الإرهاب. ومن ثم فلا أقل من أن تسمح الشركة الكندية المنتجة لهذا الجهاز لكافة من يرغب من الجهات الأمنية في دول العالم الأخرى بفك شفرة الماسنجر توطئة لإخضاعه للرقابة نفسها التي تتيحها الشركة المزودة بالخدمة لحكومات الولايات المتحدة وكندا.
ولا شك أن كل من قد تطرح أمامه المشكلة من عامة المواطنين سيختلف رأيه عن الآخر بحسب حاجته لخدمات الماسنجر ...... فالشباب والمراهقين في المجتمعات الغنية والتي تعاني في الوقت نفسه من صعوبة التواصل واللقاءات بين الذكور والإناث في الحدائق والشوارع وصفوف الدراسة سيجدون في هذا المنع حرمانا ما بعده حرمان بعد أن كان في ماسنجره من متنفس للتعبير عن الذات المكبوتة والسجينة للطرف الآخر والتخفيف من مشاعر الحرمان وحيث الشباب والمال والفراغ والدعة مفسدة للمرء أية مفسدة ...
الأباء والأمهات والأخوال والعمات في هذه المجتمعات العربية المحافظة لاشك أنهم سيتنفسون الصعداء لجهة أنهم سيخلدون إلى نومهم مرتاحي الضمير ودون قلق من أن يستغل الذكور شفافية الماسنجر فيلعبون برؤوس إناثهم من القطط المغمضة وما يعنيه ذلك من تفتيح وإيقاظ لغرائز كامنة في الجوف لاسيما وأنه إذا كان الذكر يستثار بإدمان النظر فإن الأنثى تستثار عبر إسماعها الكلمة الحلوة العذبة المنمقة وإيهامها بأنها سيدة العالم وجميلة الجميلات بلا منازع.
والمتزوجون بوجه عام (إلا من كان يلعب بذيله) سيهزون أكتافهم بلا مبالاة وليذهب ماسنجر البلاك بيري للجحيم ..... وعلى رأي المثل السوداني : (شهراً ماليك فيهو نفقة ما تعد أيامه) أو بما معناه بالفصحى: "شهراً ليس لك في نهايته راتب لا تحسب أيامه"

وأما الأجهزة الأمنية التي تلقى على عاتقها مهام محاربة الإرهاب فلاشك أنها ستصبح أكثر قدرة على القيام بمهامها الجسيمة وهذا بيت القصيد خاصة وأن هناك العديد من الدول العربية التي يستهدفها الإرهاب .... وربما لا يدرك بشاعة الإرهاب ومدى خطورته سوى من إكتوى بناره ممن فجروا له قريب وحبيب لا لشيء سوى لأن حظه العاثر جعله يمر إلى جوار قنبلة موقوتة في الشارع العام أو قرب سيارة مفخخة لا غير . وحيث الإرهاب قاتل عشوائي لا يفرق بين المقصود وغير المقصود بل وعادة لا يذهب ضحيته سوى المدنيين الأبرياء ......

 

على أية حال فإنه وإن كان البعض من الشباب يظن أنه المتضرر من هذا المنع فلا أقل من أن يعزي نفسه بأن منع الماسنجر في جهاز البلاك بيري سيحد إلى أقصى حد ممكن من حرية الإرهابيين وقدرتهم على تنظيم صفوفهم وبما يعني توفير مزيد من الأمن للمجتمع ..... الأمن الذي هو عصب الحياة بلا جدال.

عموما ومن وحي مقولة "أنا راضي وإنت راضي ... إلخ " . فإننا لم نسمع يوما أن أجهزة الأمن قد تجاوزت إختصاصاتها وألقت القبض على عاشقين أو أكثر في بلادنا العربية بتهمة تبادل رسائل نصية حميمية أو كلمات دافئة ومواعدة . ومن ثم فإنه حتى لو كان الماسنجر والرسائل القصيرة في أنظمة الإتصالات الأخرى خاضعة للرقابة فإنها كانت ولا تزال تختص بتعقب الإرهابيين والتصنت على إتصالاتهم بهدف إجهاض عملياتهم التفجيرية ؛ والتي يمكن أن أكون أنا أو أنت أحد ضحاياها لمجرد الصدفة والحظ العاثر ليس إلا.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات