صووووووت

.... صووووووت....

(1) 

مفتتح

أنا الباحث في أغوار الصمت.. تجذبني حروف متراصة تعزف لحن من ماتوا.. أحمل أقلامي بألوانها القاتمة:

أزرق يحمل عنف من ولي وجبروته..

أحمر يخضب أيدي الجناة الجبابرة..

أسود يرسم كيف عاش من كانوا هنا..

أبيض لا مكان له سوى فراغات تائهة بين حنايا الزمن المريض..

(2)

متن

أعالج لوعتي بين دفتي كتبي.. "بداية" لا أجد لها نهاية.. فتأخذني "حسن محاضرة" صارت عقيمة عمق برودة القطب الجنوبي.. و"نجوم" أعدها ولا أحصيها.. و"بدائع" تضج بالشكوى والأنين.. "رحلاتي" كلها لا تركن إليها نفس.. فما ابن سعيد إلا منافق توارث أرضا سبخة.. وما ابن جبير إلا وهم في صدى الأيام حيث لم يضع جملة مفيدة.. وما ابن عبدون إلا ساذج خرج ليروي عورات الناس..

(3)

هامش 1

لا تكتبوا عني ذات يوم.. فلن يقرأ لكم أحد عني شيئا.. أعلم أنكم ستقولون: شوه التاريخ.. عميل أتى من قلب الغرب ليحرث ما زرعه الآباء ويتركه بورا.. لم يعشق يوما خمرا ولا أتى النساء.. وكل حياته لذات بين صفحات الروايات المردودة.. سيجيء أهل الحديث ليتهموني بأشنع التهم.. وسيختلف الفقهاء بين إباحة دمي أو تعزيري.. لن يبقى لي من يمجدني حتى العاهرات اللاتي لا أحترمهن.

(4)

مختتم

ارفعوا سيوفكم وانتظروا.. فأنا لست يسوع لأموت من أجلكم.. ولست محمدا لأهدي المضلين وأتحمل أذى السفهاء.. انتظروا فأنا لن أنجب طفلا يحمل رسالتي.. لأن "جيني" زُرِع في أرحام الأمهات يوم أخذ العهد.

(5)

هامش 2

وأنا أكتب تطاير الورق وتبعثر.. ولم أستطع أن ....

E.s صوت رعد

31/مارس 2009م