بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة وأتم التسليم وأفضل السلام على خيرة خلق الله أجمعين محمد واله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الاولين والاخرين الى قيام يوم الدين ....
تمهيد :- السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أبناء الحسين وعلى أنصار الحسين
يوم عاشوراء يوم لا كالايام , فيه قطعوا أوصال محمد المصطفى وسبوا خديجه الكبرى وذل فيه أهل بيت الله , في هذا اليوم الذي تشتعل فيه جمرة في قلوب المؤمنين لم ولن تبرد الا باخذ الثار يقوم المؤمنين الشيعة باحياء هذا اليوم بعده مظاهر تعكس عن ولائهم وتختلف طرقهم في التعبير عن الحزن فمنهم من يواسي الزهراء الطاهره بدمة بالتطبير ومنهم من يركض ركضه طوريج المباركة ومنهم من يخدم جموع المعزيه لاهل البيت عليهم السلام ومنهم من يحضر المجالس العزائيه في الجوامع والحسينيات ويناصر الحسين ومعسكرة بالدمعه والطم,فكل منهم يرسل رساله الى العالم أجمع نحن فداء الحسين ونحن دروع بشرية لابن الحسين الحجه المنتظر في جو ملئ بمظاهر الحزن من الاعلام السود الى لبس السواد يكتب فيه المؤمنين نشرات تقول
(( تبكيك عيني لا لاجل مثوبه ,,,, ولكن عيني لاجلك باكيه )) ......
وفي المقابل يمر هذا اليوم على طائفه من المتلبسين بزي الاسلام يقرعون فيه الطبول ويلبسون فيه الحلى الجديده ويتباركون ويتكحلون ويتعايدون فيه بان هذا اليوم يوم عظيم فيه ثواب جزيل مسرورا من أحياه بالفرح والسرور مبتدع من لم يفرح فيه ؟!!!! متخذين من بعض النصوص المتشابهه في السنة النبوية وأخرى موضوعه ذريعه لتبرير حقدهم الاموي على اهل البيت عليهم السلام ومحاولتهم لطمس الحقائق التي جئت في هذا اليوم الى درجة ان يكتب عبيد اليهود من شيوخ الوهابيه في أحد البلدان نشرات ضوئية كبيره تقول
(( يــوم عاشــورا ء يوم فرح وسرور )) ....
فهنا لا بد من وقفه , نسال فيها ماذا كان يفعل رسول الله الاعظم صلى الله عليه واله في هذا اليوم ؟ تجيب مصنفات الحديث عند اهل الفرح والسرور
-النص الاول مجمع الزوائد-
وعن أبي الطفيل قال: استأذن ملك القطر أن يسلم على النبي (ص) في بيت أم سلمة فقال: لا يدخل علينا أحد. فجاء الحسين بن علي ( ر ) فدخل فقالت أم سلمة: هو الحسين، فقال النبي (ص): دعيه. فجعل يعلو رقبة النبي (ص) ويعبث به والملك ينظر، فقال الملك: أتحبه يا محمد؟ قال: إي والله إني لأحبه. قال: أما إن أمتك ستقتله ، وإن شئت أريتك المكان. فقال بيده فتناول كفا من تراب، فأخذت أم سلمة التراب فصرته في خمارها، فكانوا يرون أن ذلك التراب من كربلاء ، رواه الطبراني وإسناده حسن.
-النص الثاني دلال النبوة –
-أن إبن عباس ، قال : رأيت النبي (ص) فيما يرى النائم ذات يوم بنصف النهار أشعث أغبر , بيده قارورة فيها دم , فقلت : بأبي أنت وأمي يا رسول الله , ما هذه ؟ قال : هذا دم الحسين وأصحابه ، لم أزل ألتقطه منذ اليوم , فأحصي ذلك الوقت فوجد قد قتل ذلك اليوم .
فهذا حال رسول الله يوم عاشوراء ؟ في منتصف النهار أشعت أغبر ؟!! وهذه كنايه عن مدى حزنه الشديد وتاثره بما يجرى على فلذه كبده الحسين وابنائه وأصحابه ؟؟؟ فهل يستوى يا اهل العقول ان يكون اليوم الذي فيه رسول الله أشعت مغبر الراس يوم فرح وسرور ؟!!!!!!!!
وبعد التوكل على الله تعالى قررنا ان نحرر هذه الرسالة المختصره في مسئله تتعلق بها النواصب أعداء الحسين ليغطوا الحقائق التي جرت في هذا اليوم والماسي الا وهي صيام يوم عاشوراء , نوضح فيها ما جاء في كتب المسلمين من روايات وما عمل به أرباب الفقه من العلماء باسلوب تحليلي بسيط مراعين فيها الايجاز والاختصار حسب المقام ,تشتمل على عدة أبواب ونهديها الى معسكر الامام الحسين وأبطاله من الرجال والنساء الذين لم تخلق الارحام مثل عزمهم وحبهم لله ولرسوله ولامير المؤمنين فجزاهم الله عن اهل الاسلام خير جزاء , نسال الله تعالى ان يتقبلوها منا باحسن قبول ... فمن الله نستمد العون
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) (البقرة:11)
باسم المبتدى المتعال نبدا ,,,
أ-متى أطلق أسم عاشوراء على اليوم العاشر من محرم الحرام؟
ذهب جمهور اللغوين الى ان عاشوراء هو أسم لليوم العاشر من محرم قبل الاسلام وكان يعرفه أهل الجاهلية وهو الصحيح , بدليل خطاب الله تعالى للقوم في محكم كتابه المصان
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (36) سورة التوبة
فأجماع المسلمين بان الاشهر الحرام هي ذي الحجة ومحرم وصفر وربيع الاول
بمعنى ان الروايات الواردة عن النبي الاعظم محمد صلى الله عليه واله التي فيها ذكر لعاشوراء فهو يقصد بها اليوم العاشر من محرم المعروف عند أهل تلك الحقبة ,لا القصد منها يوم مصيبه الامام الحسين عليه السلام , ومن بعد أستشهاد الامام الحسين عليه السلام أصبح ذكر يوم عاشوراء يصرف الى مصيبه الامام الحسين عليه السلام في الطف
ب-هل صــام رسول الله يوم عاشـوراء ؟
الظاهر من الروايات عند الفريقين بان رسول الله صام يوم عاشوراء قبل ان يآمر الله تعالى المسلمين بصوم شهر القران شهر رمضان الكريم , ومن هذه الروايات ما ورد في كتب الاماميه – أعلى الله مقامهم وأنار برهانهم-
ما ورد في من لا يحضره الفقيه بسند صحيح انه سأل محمد بن مسلم، وزرارة بن أعين أبا جعفر الباقر عليه السلام " عن صوم يوم عاشورا، فقال: كان صومه قبل شهر رمضان فلما نزل شهر رمضان ترك
و ماروي بسند صحيح عن الامام الرضا عليه السلام في وسائل الشيعة في الجزء السابع انه قال صام رسول الله صلى الله عليه واله يوم عاشوراء
بيان :- كما ترى بان هذه الروايات ناظرة الى حقيقة ان صيام يوم العاشر من محرم انما كان قبل تشريع الصيام في شهر رمضان وبعد ان شرع الصيام في رمضان ترك الصوم في اليوم العاشر من شهر محرم
وقد ورد في صحاح القوم هذه الروايه فقد روى البخاري في صحيحه في باب الصيام عن عائشه (انَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُه ُقُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ )
وكما ترى بان هذه الحقيقة تصرح بها عائشه بان رسول الله صام يوم العاشر من محرم بناءا على العاده الجاهليه في صيام هذا اليوم ومن ثم نسخ فتركه الرسول والمسلمين مع الانتباه بان عباره ( من شاء صامه ومن شاء تركة الاظهر بانها من فتوى عائشه حيث ان مسلم صاحب الصحيح قد اشار بعد نقله هذه الروايه عن طريق جرير عن هشام عن ابيه عن عائشه بالتعليق وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو كُرَيْبٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، وَقَالَ فِي آخِرِ الْحَدِيثِ: وَتَرَكَ عَاشُورَاءَ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ مِنْ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَرِوَايَةِ جَرِيرٍ
مع شاهد آخر من صحيح مسلم في باب صوم يوم عاشوراء (حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: «أَنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ كَانَ يُصَامُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ»
الرابط متاح
http://hadith.al-islam.com/Loader.as...3d2%26Page%3d0
وقولها في روايه أخرى في صحيح البخاري –كتاب التفسير
كِتَاب تَفْسِيرِ الْقُرْآنِ – سُورَةُ الْبَقَرَةِ -
234 حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا هِشَامٌ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُه ُقُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ رَمَضَانُ الْفَرِيضَةَ وَتُرِكَ عَاشُورَاءُ فَكَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ
الرابط متاح
http://hadith.al-islam.com/Loader.as...3d2%26Page%3d0
فتجدون بان هذه الفتوى بروايه الزهري واضحه على ان فتوى الاباحه – اي الصيام او الترك – من عائشه , نعم ورد عن ابن عمر في صحاح القوم بان هذا القول ينسب الى رسول الله اي الاباحه ولكن هذا يرد بان ابن عمر كان صغيرا ايام الصوم في مكه لم يبلغ الحلم والظاهر بانه تبع راي عائشه في هذه المسئله او انه فهم الاباحه من ترك رسول الله لصوم يوم العاشر من محرم والدليل على ذلك ما رواه ابن مسعود رضوان الله تعالى عليه في صحيح مسلم – كتاب الصيام
دَخَلَ الْأَشْعَثُ بْنُ قَيْسٍ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ وَهُوَ يَتَغَدَّى فَقَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى الْغَدَاءِ فَقَالَ أَوَلَيْسَ الْيَوْمُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ قَالَ وَهَلْ تَدْرِي مَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ قَالَ وَمَا هُوَ قَالَ إِنَّمَا هُوَ يَوْمٌ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ تُرِكَ وَقَالَ أَبُو كُرَيْبٍ تَرَكَهُ
الرابط متاح
http://hadith.al-islam.com/Loader.as...3d2%26Page%3d0
فتحصل من كل ذلك بان رسول الله ترك الصيام يوم عاشواء وان مفهوم أباحه الصوم هو فهم عائشه وابن عمر وربما نسب بهتانا الى غيرهم ,,,,
ج- العــلة التي من أجلها تَرك صيـام عاشوراء
في مقام الاجابه عن هذا السؤال تقدم أثبات بان صيام يوم العاشر من محرم هي من العادات التي كانت عليها أهل الكتاب وأهل الجاهليه على حد مزعم عائشه وغيرها ولم أقف على اي روايه – باستقرائي – عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم اي أشاره الى ان الرسول قد قلد فعل أهل الكتاب او اهل الجاهليه بذلك مما يستظهر منه بان أهل الكتاب كانوا يصومون وقف ما جاء به أنبيائهم – اي انهم يصومون في يوم حدده لهم أنبيائهم – وفعله الشريف ليس من باب التقليد في ذلك بل هي سنة الهيه آمر بها الباري عز وجل وتبع النبي ما آومر واذ وسعنا مدركنا قليلا نجد ضمنيا بان اليهود وأهل الجاهليه أذوا النبي بذلك – اي انك يا محمد تقلدنا في يوم الذي نصوم فيه فكره النبي ذلك – كما في نسخ الصلاة الى قبلة اليهود الاقصى
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ} (144) سورة البقرة
فالذي ظهر لي بان الامر مشابهه لذلك وخاصه وان التشريع نزل في المدينة والمدنية انذلك فيها من اليهود الكثير فكان محل الغمز ولمز فنسخ الصيام من عاشوراء الى شهر رمضان أكراما لرسول المسلمين الاعظم محمد صلى الله عليه واله فهذه جنبه والاخرى بان الله أعلم نبيه بان الحسين سبطة وحبيبه سيذبح في كربلاء وستسبى بنات الرساله وسيكون يوم عاشوراء يوم تقرح فيه عيون أل محمد المعصومين ويوم حزن ومصيبه لا مصيبه مثلها فخفف الله عن المؤمنين أتباعهم صيامه على وجهه الوجوب ونسخه بالصيام في شهر القران الكريم ربما يقال بان في رمضان أستشهد أمير المؤمنين عليه السلام فكيف يتوافق مع ما تقول قلت بان يوم أبا عبد الله لا يوم مثله وها انا اسمع صوت أمامي الحسن عليه السلام يقول ( لا يوم كيومك يا ابا عبد الله ) واسمع نجي الحضرمي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: اصبر أبا عبد الله اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما ذاك؟ قال: دخلت على النبي ذات يوم وإذا عيناه تذرفان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات . قال: فقال: هل لك أن أشمك من تربته؟. قلت: نعم، قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيي أن فاضتنا ، رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا. - الهيثمي مجمع الزوائد- .....
ح- هل يوم عاشوراء في الجاهلية من أيام الله العظيمة ؟!
وضع النواصب كثير من الروايات زعموا بان يوم عاشوراء من الايام العظيمة المباركة عند الله وان هذا اليوم صيامه يكفر ذنوب السنة الماضية وانه تزامن مع ذكرى نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وكل هذه الروايات في صحة صدورها عن رسول الله نـظر والان التفصيل ..
1-ما رواه مسلم في صحيحه عند أهل الخلاف بسنده (حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي عُمَرَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ»
فهذا الحديث الذي تناقلوه في كتبكم بحثنا عن مصدره فكان ( عن سفيان عن ايوب عن عبد الله بن سعيد عن ابيه عن ابن عباس ) وهو طريق آحاد وكما تعلم بان الاحاد لا تورث الجزم بصدور هذا الحديث عن رسول الله فهذه جنبه , والاخرى بان هذا الحديث يناقض حديث عائشه وعبد الله بن مسعود وابن عمر بان صيام يوم عاشوراء كان في مكة ونسخ بعد نزول الرسول المدينة بعدما عاب عليه اليهود ذلك – كما طرحنا – في حين هذا الحديث مدلوله بان الرسول صام لان اليهود صامت وعلة صيامها بانه اليوم الذي انجى فيه الله موسى وقومه وكان النووي حاول ترقيع هذا الحديث فقال (أنه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كما تصومه قريش في مكة ثم قدم المدينة فوجد اليهود يصومونه فصامه أيضا بوحي أو تواتر أو اجتهاد لا بمجرد أخبار آحادهم) فكما ترى لا يمكن القبول بهذا الحديث فهو أحاد ومخالف لما تواتر عن ان صوم الرسول كان في مكه يوم عاشوراء وليس تقليدا منه لليهود , وقد ورد هذا الحديث في مصادرنا بسند ضعيف كما في وسائل الشيعة في الجزء العاشر بهذا السند (عن علي بن الحسن ، عن محمد بن عبدالله بن زرارة ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان الاحمر ، عن كثير النوا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : لزقت السفينة يوم عاشوراء على الجودي ، فأمر نوح ( عليه السلام ) من معه من الجن والانس أن يصوموا ذلك اليوم ، قال أبوجعفر ( عليه السلام ) : أتدرون ما هذا اليوم ؟ هذا اليوم الذي تاب الله عز وجل فيه على آدم وحواء ، وهذا اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني إسرائيل فأغرق فرعون ومن معه ... الخ )
وضعف سند الحديث بكثير النوا بن قاروند المعلون على لسان الائمة الاطهار
2-وكذلك ما ورد في صحيح مسلم المكثر لمثل هذه الخرافات
صحيح مسلم – كِتَاب الصِّيَامِ – إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْحُلْوَانِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنِي إِسْمَعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ أَنَّهُ سَمِعَأَبَا غَطَفَانَ بْنَ طَرِيفٍ الْمُرِّيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وكما ترى هذا الحديث كذلك عن ابن عباس يخالف فيه كل الاحاديث ناهيك عن انه حديث آحاد ففي هذا الحديث يدل على ان رسول الله أستمر على صيام يوم عاشوراء الى ان مات وقبل موته الشريف علم بان هذا اليوم تصومه اليهود ؟؟ فهذا الحديث قطعا هو حديث موضوع يخالف باقي الاحاديث ولعل الاموين وضعوا الحديث وغيره في مضمون ذاته على لسان ابن عباس لمكانة ابن عباس عند أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم.....
وختام هذا الباب نقول كيف ما كان فان شهر محرم لا قدسيه له الا انه من الاشهر الحرام الذي سنها أبراهيم عليها السلام والتي أشاد القران الكريم بانها أشهر حرم وان رسول الله جرى على سنة ابيه ابراهيم مع اللتفات الى نكة مهم وهي بان هذه الاشهر محرم فيها القتال والذي احدثته أمه رسول الله ان يقتلوا ابن بنت نبيهم الوحيده وسبطه وحبيبه في الاشهر التي حرم الله القتال فيها فبئس لهذه الامه , وما حاول وضعه عبيد بني القرده والخنازير بني أميه وتناقله أرباب الجهل عند أهل الخلاف من اهل الصحاح لاقيمه له بل كل روايه تهدم الاخرى ,,,, فلا أنجى الله فيه موسى وقومه ولا له اي قدسية عند أبناء الاديان الاخرى واليوم الواقع يشهد بذلك فلم نسمع بان اليهود في اسرائيل او النصارى في دول العالم تعظم هذا اليوم او تقدسه .. ومن ثم هل يشرع علماء أهل الخلاف من أهل السنة والوهابيه الصوم في يوم ميلاد عيسى عليه السلام ؟ او يوم رفع الى السماء ؟ ام انهم يجمعون على أنها بدعه فلماذا يتمسكون بهذه الاكاذيب التي بطلانها أوضح من الشمس في رابعه النهار ؟
[U]خ- مـوقف أهل البيت عليهم السلام وتلاميذهم علماء الطائفة الشيعية من صـوم عـاشوراء[/U]
أولا ... موقف أهل البيت صلوات الله عليهم
فاما موقف أهل بيت الله صلوات الله عليهم من هذا الصوم كان واضحا بان هذا الصوم صوما كان يصومه رسول الله صلى الله عليه واله ثم منع بعد سن صيام رمضان الكريم كما تقدم ,وتوجد بعض الروايات التي يظن البعض بانها تدل على عظم هذا اليوم الا انه فهم الروايه من جانب بعيد عن المراد كما سيظهر لك – وسنكتفي بوضع روايه واحده لكل باب طلبا لاختصار -
1-الروايات التي ظاهرها عظم ثواب الصائم في هذا اليوم
ما روي في وسائل الشيعة بسندة عن الامام الباقر عليه السلام انه قال صيام يوم عاشوراء كفارة سنة .
أقول بغض النظر على ضعف سند الروايه ,هل يمكن ان نفهم بان هذا آمر من اهل البيت عليهم السلام في صيام هذا اليوم ؟ او اطلاق الاباحه في صيامه ؟؟ الجواب ياتيك فانتظر
2-الروايات التي ظاهرها تحريم صيام هذا اليوم
ما رواه الشيخ ثقة الاسلام الشيخ الكليني في كافية الشريف بسندة عن الامام الرضا عليه السلام انه قال جوابا لمن سائله عن صيام يوم تاسوعا وعاشوراء
فقال: تاسوعا يوم حوصر فيه الحسين (ع) وأصحابه رضي الله عنهم بكربلا واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين صلوات الله عليه وأصحابه رضي الله عنهم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين (ع) ناصر ولا يمده أهل العراق بابي المستضعف الغريب ثم قال: وأما يوم عاشورا فيوم أصيب فيه الحسين (ع) صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله أفصوم يكون في ذلك اليوم؟ ! كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وماهو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الارض وجميع المؤمنين ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد وأهل الشام غضب الله عليهم
فتجد بان هذه الروايه صحيحة الاسناد على التحقيق, تفيد بان هذا اليوم محرم فيه الصوم
3- روايه الجمع بين العنوانين
روى الشيخ ابن المشهدي في المزار بسندة عن عبد الله بن سنان رضي الله عنه عن الامام الصادق عليه السلام (دخلت على ابى عبدالله يوم عاشوراء فالفيته كاسفاًو دموعه تنحدر على عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت: مم بكاؤك؟ فقال: أفى غفلة انت؟ اما علمت ان الحسين اصيب فى مثل هذا اليوم؟ فقلت: ما قولك فى صومه؟ فقال لى: صمه من غير تبييت و افطره من غير تشميت و لا تجعله يوم صوم كملا و ليكن افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فانه فى مثل هذا الوقت من ذلك اليوم تجلت الهيجاء على آل رسول الله.)
والروايه صحيحة الاسناد وأختلف الاصحاب في حمل قوله عليه السلام (صمة ) بين الاخذ بان المراد منها المعنى اللغوي للصيام وبين المعنى الفقهي .. وتحقيق الحال لاهلة وأنما نحن متطفلون عليهم.
ثانيا... موقف علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام من صيام عاشوراء
أجتمعت كملة الاصحاب على ان هذا اليوم يوم حزن وعزاء ومصيبه مصيبه ما أعظمها على اهل السموات والارضين .... حيث أختلفوا في حكم هذا الصيام (جئنا باغلب الاقوال نقلا عن نجم الدين الطبسي صاحب كتاب صوم عاشوراء بين السنة النبوية والبدعة الامويه ...)
1-التحريم : ذهب اليه المحقق البحراني والمجلسي الثاني والخراساني ويميل اليه الخوانساري في جامع المدارك والنراقي في المستند رضوان تعالى على الاموات منهم وحفظ لنا الاحياء , واليه يمل القلب
2- الاباحة:-تبناه الشيخ الصدوق والمحقق الحلي والسيد أستاذ الفقهاء الخوئي رضوان الله تعالى عليهم
3-الكراهه :- ذهب اليه السيد اليزدي والبروجردي والحكيم والسيستاني والشهيد الثاني والشيخ كاشف الغطاء ,وأعتبروا بان هذا ليس بصوم بل هو أمساك الى العصر
4-الاباحة على وجه الحزن :- ذهب اليه الشيخ الطوسي والشيخ المفيد وابن زهره ابن ادريس الحلي والمحقق النجفي
مع ملاحظه ان الكل تتفق على ان الصيام فيه اذ كان على وجه الفرح فهو حرام حيث قرر السيد أستاذ الفقهاء رضوان الله تعالى عليه في مسند العروة الوثقى ذلك بالقول (نعم ، لا إشكال في حرمة صوم هذا اليوم بعنوان التيمّن والتبرّك والفرح والسرور كما يفعله أجلاف آل زياد والطغاة من بني اُميّة من غير حاجة إلى ورود نصّ أبداً ، بل هو من أعظم المحرّمات ، فإنّه ينبئ عن خبث فاعله وخلل في مذهبه ودينه ، وهو الذي اُشير إليه في بعض النصوص المتقدّمة من أنّ أجره مع ابن مرجانة الذي ليس هو إلاّ النار ، ويكون من الأشياع والأتباع الذين هم مورد للعن في زيارة عاشوراء . وهذا واضح لا سترة عليه ، بل هو خارج عن محلّ الكلام كما لا يخفى)
ي – من هو الذي سن صيام عاشوراء؟
الذي يظهر من خلال تتبع أثار اهل العامه بان اول من سن هذه السنة هو معاويه لعنه الله وأبتدع هذه البدعه وجهل من عاشوراء يوم عيد ومن ايام الله العظيمة كما يعبر عن ذلك بعض جهلاء الوهابيه.وقد نسبت المرتزقه لرسول الله ذلك ,حيث روى ابو بكر الصنعاني في مصنفه الكثير من الاحاديث في هذا المضمون في باب صيام يوم عاشوراء حيث روى ان معاويه لعنة الله صعد منبر رسول الله وقال (إن يوم عاشوراء يوم عيد فمن صامه فقد كان يصام ومن تركه فلا حرج ) فكما ترى بان هذه الهاله من امر وضاع الشيطان الذين عدوا يوم عاشوراء يوم عيد ويوم انجى الله فيه موسى من الغرق ماهي الا لتزين بدعه معاويه لعنه الله , لان احاديث الصحابه فكلها تدل على ان صيام يوم عاشوراء كان قبل تشريع صيام شهر رمضان وهم فهموا منه الاباحه ......
وبهذا أنتهينا من البحث حول هذه المسئله تناولنا فيها الحقائق باسلوب تحقيقي مبسط نسال الله تعالى ان نكون موفقين في بحثنا هذا فان اخطنا فمن نفسنا الأماره بالسوء وان اصبنا فمن الله وبتوفيق مولانا صاحب الزمان روحي له الفداء
والحمد لله رب العالمين ......
التعليقات (0)