صور معركة اللبوءة والتمساح
المصورة الفوتوغرافية المحترفة "بيا ديربكس" التي إلتقطت صور المعركة التي دارت بين اللبوة والتمساح . قالت أن كل شيء جرى بسرعة خارقة. وأنها واصلت التقاط الصور بطريقة ميكانيكية إحترافية بحيث لم تتمكن من إستيعاب ما جرى إلا بعد أن عادت لاحقا إلى الكاميرا واسترجعت الصور التي التقطتها.
ومن ضمن ما قالت المصورة "بيا" أنها كانت تراقب اللبوءة وأسرتها بإهتمام خلال محاولتهم عبور نهر صغير في دلتا أوكافانجا - جمهورية بوتسوانا الأفريقية. غير أنها سمعت فجأة صوت طرطشة هائل في الماء . وقالت أن الصور السـت الأولى لمجريات الصراع بين اللبوة والتمساح قد تم التقاطها جميعها خلال ثانية واحدة فقط.
وعن سبب نجاة هذه اللبوة الشجاعة من موت محقق خلال صراعها مع تمساح ضخم بهذا الحجم داخل مجاله الحيوي (الماء) الإستراتيجي ؛ تروي المصورة أنها لاحظت أن اللبوة حرمت التمساح من إستخدام سلاحه الجوهري المتمثل في فكيه . فحرصت على إغلاق فمه بوضعه ما بين يدها اليمنى ورأسها وفق ما توضح الصورة .
كانت النتيجة النهائية لهذه المعركة السريعة التي دارت بين الطرفين أن عاود التمساح الضخم الغوص داخل الماء . وأما اللبوة فقد أصابها جرح غير مميت في حنكها الأسفل.
الأسرة المكونة من اللبوة وزوجها الأسد والأشبال تعاين النهر ، وتتفحصه بأعين خبيرة بحثا عن أضيق مكان للعبور. وتفادي تماسيحه المفترسة التي تهدد حياة الأشبال .
لاحظت اللبوة وجود تمساح ضخم يراقبهم (يمين الصورة) . وقد وضع فمه والجزء الأعلى من رأسه أعلى الماء . وهو مايعني لسكان الأنهار وحيواناتها الخبيرة أن التمساح يدبر لشن هجوم على فريسة.
اللبوة تزأر هنا مهددة . وقد أفصحت عن أنيابها الضخمة علّ وعسى تجبر التمساح على إعادة حساباته وتقدير حجم خسائره المحتملة والإنسحاب بسلام.
لم يعبأ التمساح بزئير اللبوة ولا تحفزها وأنيابها . فهو من الضخامة بحجم يجعله أكثر ثقة بنفسه . ثم أنه يضع نصب عينيه خطف شبل أو شبلين من ذوي اللحم الطري الشهي . وهو بالتأكيد جائع يتضور من معدته الخالية في هذا الزمان الذي بات فيه أكل العيش والعثور عليه رحلة شاقة من المتاعب والمهالك . تتطلب الخطف من أيدي وأحضان الخلق .. فما كان من اللبوة الشجاعة سوى القفز بسرعة مفاجئة نحو غريمها المفترس. لتخوض قتال تدافع فيه عن أشبالها ؛ وفق غريزة طبيعية أسكنها الله عز وجل في قلوب مخلوقاته ، للدفاع عن نسلهم دفاع المستميت حتى تستمر الحياة وفق ما يريد لها من أجــل مكتوب لا يعلمه سواه.
رأس برأس .. هكذا يكون خيار الغاب من أجل البقاء .. البقاء دائما للأقـوى .... ... بدا الإلتحام وحمي الوطيس .. وتقول المصورة "بيـا" أن الصراع بين الطرفين بدأ في خلال جزء من الثانية.
لاحظ هنا خبرة اللبوة القتالية التي اكتسبتها حتما من خلال التجربة .. لاحظ أنها في الصورة أعلاه وفي هذه اللقطة قد حرصت على إبقاء فم التمساح مغلقا تماما بحشره بين يدها اليمنى وحنكها ، والعض بما أمكن لها على الجهة السفلى الطرية اللينة من فك التمساح . ففقد التمساح بذلك أهم أسلحته . لقد كان بإمكانه أن يضع رأسها داخل فمه وتحطيمه بفكيه القويتين .. ولاحظ أيضا أن اللبوة قد إختارت القفز من أعلى ، والتعلق بأعلى مقدمة فم التمساح لتسلبه سلاحا آخر وهو إمكانية إستخدامه ليديه القصيرتين القويتين المليئتين بأظافر مدببة قوية متشبسة كالمشابك والشناكل الحديدية.
أفلحت اللبوة الشجاعة في إجبار التمساح الضخم المفترس على التراجع والغوص في الماء بعيدا عنها....
إغتنمت اللبوة الفرصة المواتية فسارعت بالقفز نحو الضفة الأخرى.
هكذا حطت اللبوة بأطراف أقدامها على اليابسة بعد أن واجهت الموت المحقق بشجاعة.
خلال الثواني التي إستغرقتها المعركة بين اللبوة والتمساح . وجدت الأسرة طريقها للعبور فعادت إليهم اللبوة مرة أخرى للإنضمام متحفزة تركز أنظارها على الماء ترقبا لإحتمال هجوم مضاد من التمساح الذي يبدو أنه إختار الإنسحاب نهائيا بعد أن يئس من الغنيمة.
بعض قطرات الدماء تسيل من فم اللبوة الشجاعة وساما على وجهها . وهو ما يدل على أن التمساح قد وصل إليها باسنانه في لحظة ما من لحظات المعركة. لكنها لم تكن كافية.
التعليقات (0)