من أهم ماتبحث عنه الشعوب في الأرض هو " التواصل " وبتالي فهم واقع الآخر ومعرفة ظروفه وواقعه التي أسهمت في تشكيل شخصيته وكل عاداته وحاجاته , ولا أخفيكم أن غيرنا من الشعوب قطع في ذلك أشواطاً جعلتهم يقتربون من " غيرهم " ويتواصلون معهم بل ويستفيدون من منتجاتهم سواء على المستوى الفكري والوجداني والأخلاقي ، أو على المستوى المادي البحت .
نجد على العكس من ذلك لدينا في المجتمع العربي عامة والسعودي بشكل خاص وقوي عنه في المجتمعات العربية الأخرى ، منذ نعومة أظفارنا ونحن نتزود بما تعيشه المجتمعات " غيرنا " من حياة بهيمية خالية من القيم والمبادئ الأخلاقية ، وكم مرت على آذاننا الكثير من قصص الكفر والفجور السائدة عند " غيرنا " ، وكثيراً مانصل في نهاية تلك القصص إلى تكوين تلك صورة قاتمة عن دول ومجتمعات لانعرف عنها غير ماوصل إلى عقولنا المحدودة من تلك القصص الغريبة والجذابة بشكل أو بآخر . المشكلة هنا هو الناقل أو المتحدث الي غالباً لا يحمل " جواز سفر " ولم يبرح سهول نجد طيلة حياته ، بل كان يردد نفس الصورة التي نقلتها أجيال خلت لأخرى تلت دون المساس بها والمحافظة على قدسيتها المزعومة ، أو حتى مجرد إعمال العقل فيها ومحاولة التثبت والتدقيق .
كبرنا وكنا مانزال نتحتفظ بتلك الصورة المظلمة عن " غيرنا " وكثير منا قد أخذ الراية ممن سبقونا وراح يجوب البلاد يردد تلك الصور ذاتها مع حفظه لحقوق المؤلف المجهول في نقل الصورة كما سمعها , وأخرين منا قد تحرروا من تلك الصور بعدما قرؤوا وأمعنوا النظر فيما قدتحقق على يد تلك الشعوب من حضارة وثقافة كانت ومازالت أرقى بكثير من مجرد أوهام نتناقلها جيل بعد جيل ساهمنا فيها بتخلفنا عن غيرنا بقرون بعد أن نظرنا إلى مايفرقنا وما يبعدنا عن " غيرنا " فقط ، ورحنا نطبق واقعنا وظروفنا على غيرنا دون أن ننتبه إلى أن هناك من يشاركنا هذا العالم ولكن قد لا يشاركنا نفس الواقع والأفكار .
التعليقات (0)