صور خلف أسوار المدينة
تحتضن الأحياء والقرى والهجر مجموعةً من الصور والمشاهد وتختزل أسوار منازلها مجموعةً من القصص التي تدور أحداثها داخل المنزل أو في الأزقة والطرقات , سور قصر كبير يختلف عن سور منزل متهالك على واجهته كلمات كٌتبت خِلسة تٌعبر عن الألم أو الحٌب أو الغضب و المراهقة وحب الذات والقوة فسور القصر يختبي خلفه الثراء أما سور المنزل المتهالك فيحجب عن العالم سوءة الحياة ودموع المستقبل !.
جولةٌ واحدة داخل الأحياء أو القرى والهجر كفيلةٌ بأن تحرك مياه التساؤلات الراكدة وكفيلةٌ بأن تطلق العنان للتفكير في زمن بات فيه التفكير ضرباً من ضروب الترف عند أكثرية الناس , الفقر والبطالة والجريمة والعنف بشتى أنواعه والجهل والتفكك الأسري والغضب وحٌب الانتقام لا يمكن أن يجدها الناس في الأحياء التي تقطنها الطبقة المخملية فتلك الطبقة منعمة تعيش في رغد تتحقق أحلامها في ليلة وضحاها وتعيش في ظل سرور لا يعرفه ممن يقطن خلف سور متهالك تحول بقدرة قادر للوحة تعبير ورسومات بأقلام وأنامل غاضبة وحالمة .
كثيرٌ من القضايا والمشكلات تحدث بشكل يومي داخل الأزقة والطرقات التي لا بداية ولا نهاية لها , فأزقة وطرقات الأحياء الفقيرة والهجر والقرى عبارة عن كشكول من القضايا والدراما المحزنة المبكية التي لا تنتهي تكرر نفسها وتعيد إنتاج مالم يٌنتج بصورة أدق .
الطبقة الفقيرة والمتوسطة تعيش بعيداً عن أحياء الطبقة المخملية , لو قٌدر لك المرور بجوار سور عالي يٌحيط بقصر عامر بالفرح والسرور والحياة الباذخة فأنك ستشتم رائحة العطور والزهور عكس ما ستشمه إذا مررت بجوار سور متهالك يٌحيط بمنزل يوشك على السقوط من شدة قسوة الزمن الغادر فرائحة الموت والفقر والحٌزن أبرز الأشياء التي ستشمها ويتفاعل معها قلبك الصغير .
لكل مدينة أسوار وخلفها قصص وحكايات بائسة محزنة وغامضة لكن قصة الشقاء والتعاسة هي الخالدة لأنها نعيمٌ على حساب الأشقياء وشقاوة بأمر الأغنياء !.
التعليقات (0)