صور تطبيق الحدود على النساء في إندونيسيا
مصعب المشرّف
29 ديسمبر 2015م
تجمع مئات من عامة الناس في ساحة أمام مسجد بيت الرحمن الكبيربمدينة باندا عاصمة ولاية أسيه في أندونيسيا ؛ لمشاهدة تنفيذ حدود الجلد في حق فتاة وشاب جامعيان ألقي القبض عليهما بعد مشاهدتهما يجلسان على مقربة من بعضهما 'close proximity'رغم أنهما غير متزوجان.
وقد فسر القاضي أبولِحية تلك الجلسة بأنها "خلوة غير شرعية" ؛ وحكم على الطالبة "نور أليتا" بالجلد 5 جلدات . ولم تذكر وكالات الأنباء شيئاً عن عدد الجلدات التي حكم بها على زميلها الشاب.
وقد كانت الخمس جلدات بواسطة الخيزرانة التي إنهالت على ظهر الفتاة كافية لجعلها تتلوى وتصرخ من الألم . ثم وقعت في نهاية المطاف مغمى عليها ، وحملت إلى عربة الإسعاف لنقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
الجدير بالذكر أن أندونيسيا قد توصلت إلى حلول وسط بشأن تطبيق الحدود في الشريعة الإسلامية ؛ بحيث يترك لكل مقاطعة أن تختار لنفسها الحرية في الأخذ بقوانين الشريعة الإسلامية من عدمه.
يبلغ تعداد المسلمين في أندونيسيا 87% من السكان . وهناك ديانات أخرى مثل المسيحية والبوذية والهندوسية.
والمشكلة التي تعيشها أندونيسيا اليوم أن بعض ولاياتها تطبق فقط الشريعة من ناحية الحدود .. ولكنها ظلت عاجزة عن تطبيق الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالأمور المالية والإقتصادية .....
ويبقى التناقض هو سمة الحياة اليومية في أندونيسيا .. ففي الوقت الذي تطبق فيه ولاية أسيه حدود الشريعة الإسلامية . هناك مدن أندونيسية سياحية تمارس فيها الدعارة على عينك يا تاجر وعلى رأسها جزيرة "بالي" المزدحمة بالحانات والمراقص . والتي لاتكاد تشاهد فيها سوى الفتيات الأندونيسيات بالبكيني ؛ سائرات سادرات غارقات مخمورات في أحضان السياح الأجانب من أستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا بلباس البحر .. وتباع الخمور ويجري تعاطيها في الشوارع كأنها قناني عصير أو مياه غازية.
أندونيسيا زتركيا وغيرها من بلدان تسيطر على مقاليد الحكم فيها اليوم أحزاب تابعة للأصولية العالمية (الإخوان المسلمين) تجد نفسها في حيرة من أمرها لجهة الإختيار الحاسم ما بين "المسلك" و "الأخــلاق".
لأجل ذلك تواجه أندونيسيا إنتقادات لاذعة من جميع الجهات اليوم بسبب التناقضات التي تتخلل أنموذج الحياة فيها . فهي من جهة "المسلك" تحاول إرضاء مشاعر الأغلبية المسلمة فيها بتطبيق حدود الشريعة الإسلامية وكفى ......
ولكنها من جهة "الأخــلاق" تقف عاجزة عن الأخذ بتعاليم ومقتضيات الشريعة الإسلامية كاملة ..... فتأمر الناس بالبر وتنسى نفسها.
ولا تزال وزارة المالية ورجال الأعمال فيها يشددون على ضرورة الحفاظ على نشاط صناعة الدعارة السياحية العالمية ؛ بإعتبارها مصدراً رئيسياً من مصادر الدخل القومي .. أو كأنها بالمجمل لا تؤمن في قرارة نفسها وعن قناعة بأن الرزق على الله.
التعليقات (0)