صور بائسة من كوريا الشمالية
(الجــزء الأول)
مصعب المشرّف:
المصور الصحفي الفرنسي الجنسية "إيريك لافورقيو" طار إلى كوريا الشمالية لالتقاط صور عن مناحي الحياة والأنشطة هناك ...
وقد كان لافورقيو ذكياً بحكم الخبرة التجربة الطويلة مع الأنظمة الشمولية والديكتاتورية. فقام بنسخ بعض الصور التي التقطها سرا في بطاقة ذاكرة خارجية صغيرة أخفاها في جيبه .
وعند وصوله مطار العاصمة الكورية الشمالية (بيونغ يانغ) بهدف المغادرة ؛ كانت تنتظره (كما توقع) أجهزة الأمن التي فتشت الذاكرة المدمجة بكاميرته جيداً . فمسحت كل الصور التي رأوا أنها غير مسموح بالتقاطها ونشرها في أجهزة الإعلام الخارجي .وبعد وصوله إلى بلاده بدأ إيريك لافورقيو في توزيع حصيلة كاميرته على وكالات الأنباء العالمية التي وزعتها بدورها على العديد من المجلات والصحف والمواقع الألكترونية الحرة ليتم نشرها .
وكان أن شاهد الرئيس الكوري الشمالي الشاب (كيم يونغ أون) الصور التي تعكس حجم الفقر وتدني الحياة في بلاده . فأصدر أوامره (بعد فوات الأوان) بمنع المصور الصحفي "إيريك لافورقيو" من دخول الأراضي الكورية الشمالية مدى الحياة .....
الصور التي تم مسحها من الذاكرة المدمجة للكاميرا
لتكبير الصورة أضغط عليها بمؤشر الفأرة.
عادة ما يقال أن الجيش الكوري الشمالي من أهم وأضخم الجيوش عدداً في العالم .. ولكن عندما تذهب إلأى هناك وتبحث في العمق ؛ تكتشف أن الجنود عادة ما يمارسون أعمالاً وضيعة.
يمنع الأمن في كوريا الشمالية بالتقاط مثل هذه الصور حتى عندما تشرح لهم وتؤكد أن الفقر والفاقة ظاهرة موجودة في كل مكان على الأرض .
عمالة الأطفال تنتشر في كوريا الشمالية
تمنع السلطات الكورية الشمالية التقاط صورة تظهر أشخاص مصابون بأعراض سوء التغذية مثل هذا الشاب البائس.
ومثل هذا الصبي المغلوب على أمره
تمنع السلطات الكورية الشمالية التقاط صور فوتوغرافية لمواطن لا يرتدي ملابس أنيقة . وهذا الرجل في الصورة رأى ضابط الأمن الكوري في المطار أنه لا يرتدي ملابس أنيقة بما يكفي لإرضاء طموحات الرئيس كيم يونغ أون ..... إنه لأمر غريب أن لا يرضى الرئيس عن التقاط ونشر هذه الصورة ... فإذا كان حريصا على هندام شعبه فعلى عاتقه هو يقع هذا العبء , أو كما يقول المثل الشعبي (أطبخي يا جارية .. كلّف ياسيدي) .. ونقول نحن (ألبسي يا جارية .. فصّــل يا سيدي).
أطفال كوريون شماليون يلتقطون حبوب الذرة الشامية من الشارع – التقطت لافورقيو هذه الصورة في قرية قريبة من العاصمة بيونج يانغ.
إمرأة مدنية تقف وسط جنود .. مثل هذا المنظر ترى السلطات الكورية الشمالية أنه يهز الصورة الانضباطية المزعومة لجيشهم.
مجموعة من الجنود يدفعون حافلة توقفت بهم في عرض الطريق . مثل هذا الموقف يتكرر كثيراً في كوريا الشمالية . ولكن السلطات الرسمية هناك لاتسمح بتوثيقه فوتوغرافيا أو كتابياً .. فكل شيء على ما يرام دائما في فردوس كوريا الشمالية.
دائماً ما يشير لك الحراس بعد التقاط صور إلا بعد إبراز التصريح الرسمي
التقاط صورة فوتوغرافية لجندي من الجيش الكوري الشمالي وهو يمارس عادة التدخين ممنوع منعاً باتاً .. فالجندي الكوري الشمالي كما تبرزه الدعاية الحكومية "كـامل الأوصافِ" .
عند زيارتك حديقة مسبح الدلافين يسمح لك فقط بالتقاط صورة الدولفين . ويمنع التقاط صورة للجمهور الذي عادة ما يشكل الجنود بملابسهم الرسمية نسبة 99.9% منه.
ممنوع التقاط صورة لجندي كوري شمالي وهو ياخذ قسطاً من الراحة على الأرض فالجندي الكوري الشمالي لا ينام ولا يأكل ولا يشرب ولا يتبول ولا يتبرز.
التقاط صورة فوتوغرافية لمواطن كوري شمالي عادي وهو يستحم على هذا الحال يعتبر من كبائر التصوير الحرام.
التقاط صورة لصائد أسماك كوري شمالي في قارب صيد بدائي ممنوع
كانت كاميرا المصور إيريك لافورقيو عرضة للمصادرة خلال رحلة بالحافلة إلى منطقة شونج جين التي تعاني من ظاهرة المجاعة ... وما أن شاهد لافورقيو الناس في الشوارع حتى أدرك السبب.
يتبع الجزء الثاني إنشاء الله
التعليقات (1)
1 - شنهو دا
كوكي - 2014-05-19 06:05:26
يعني يا استاذ مصعب الاوضاع في السودان أفضل من كوريا الشمالية ؟ أقصد اقتصاديا ..