مواضيع اليوم

صور الجهاد في واقعنا المعاصر

رهن المحيس

2012-03-07 13:31:09

0

 

تعدد صور الجهاد في واقعنا المعاصر

ونخلص من تعدد صور الجهاد السابقة التي أشارت إليها الدلالات اللغوية والشرعية إلى عدم انحصاره في ميدان بعينه كما أن النظرة إلى الجهاد في واقعنا المعاصر يجب أن تكون متجددة على ميادينه التي اتسعت بتطور الزمن، وتسارع إيقاع الحياة، وبالنظر أيضا إلى ما يقتضيه حال المسلمين اليوم من وعي حضاري بطبيعة المعارك المعاصرة ومن ثم فإن من أهم أشكال الجهاد المعاصر:

 

(أ) الجهاد العلمي:

فالعالم من حولنا يشهد كل يوم تطورات علمية كبيرة بلغت حد اكتشاف خريطة الجينات البشرية، وهو لا يقل في أهميته عن غزو الفضاء، وهبوط الإنسان على سطح القمر، وهنا نتساءل: أين المسلمون من ذلك كله؟ أليسوا مطالبين دينيا بالكشف عن آيات الله في الكون وفى الإنسان؟ أين هم من هذا الرباط العلمي الدائم الذي هو جهاد حقيقي في سبيل الله؟

 

(ب) الجهاد الحضاري:

ويقصد به بذل الجهد من أجل صياغة مشروع حضاري إسلامي معاصر، يعبر عن رؤية شمولية لحاضر العالم الإسلامي، نتطلع بها إلى استشراف مستقبله، في ضوء الشهود الحضاري الرشيد بمتطلبات المرحلة وباحتياجاتها والتنبه الدقيق إلى وجوب معالجة المشكلات والقضايا التي تطرحها طبيعة الحياة بالعقل الحصيف، والتخطيط السليم والعلم النافع، والعمل المتقن.


(ج) الجهاد االروحي:

وذلك بإحياء الربانية الشفيفة ، وتجسيد القدوة الصالحة التي يكون التأثير فيها بدلالة الحال أبلغ من دلالة المقال ، بتزكية النفوس ، و صقل الأرواح ، وتهذيب الوجدان و التحلق في أفاق الرقائق و الحقائق ، و ارتقاءً في مدارج الإحسان .

 

(د) الجهاد الإعلامي:

من خلال تقديم المثل والقيم الإسلامية من خلال رؤية إعلامية ذات برامج هادفة، وقوالب جاذبة، ومناهج رشيدة، في ضوء الحفاظ على الثوابت الشرعية، والخصوصية الحضارية، مع الانفتاح الواعي على منجزات الحضارة الواعدة وكسبها المعرفي المتجدد، لنصون أجيالنا من الاستلاب الوافد الذي طغى على الفطرة فأفسدها وجنح بها عن استقامة الدين وهدايته.

 

(هـ) الجهاد الفكري :

بإحياء التجديد والاجتهاد الجماعي المؤسس الذي يجمع بين فقهاء الشرع، وخبراء الواقع لتقدم حلولاً ناجعة مرتبطة بالأصل ومتصلة بالعصر ، خروجاً بالأمة من حالة الجمود والتقليد والتفلت.

 

(و)  الجهاد التنموي:

بذل الجهد من أجل تنمية مستدامة تفيد من تعدد الموارد الطبيعية، وتوفر الكفايات البشرية، والأرض الخصبة والموقع الجغرافي المتميز، لتحقيق الأمن الغذائي، والعدالة الاجتماعية والنهوض العلمي والتقني، وإزالة حالة الأمية، والتخلف، والجهل، والفقر، والمرض، فإذا استقلت الأمة بحاجتها من التكامل الاقتصادي كان ذلك عونا لها على استقلال قرارها من الارتهان والتبعية.

(ن) الجهاد السياسي:

للقيام بمقتضيات الحكم الرشيد القائم على التراضي، والبيعة الحرة، وبذل الشورى، وإقرار العدل، وكفالة الحقوق، والحريات، ورعاية ثوابت الأمة ومصالحها العليا، وتعزيز الشراكة الشعبية، والتزام المنهج السلمي قولاً وممارسة، وإحياء المصالحة الشاملة بين الأمة حكاماً ومحكومين، والوقوف في خندق واحد إزاء التحديات الماثلة.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !