أليسَ عاراً أن ننادي بالإنسانية وبحقوق الإنسان ، ونمُر على صور كهذه مُرور الكرام ؟
ألا نخجلُ من أنفسنا حينَ ننتقد إنتهاكات الحريات العامة والفردية ولانبالي بالمشاهد الحقيقية للبؤس البشري ؟
ألا نستحي أن نعتلي منابر الثقافة والتحضر والمدنية ، وننادي بالرقي في النور مُتجاهلين حقيقة الوضع في الظلام ؟
فالصورة أعلاهُ تتحدث عن نفسها واصفة حقيقة الوضع العراقي ، الذي جرهُ إليه دُعاة السلام المزيفون ، ورُعاة حقوق الإنسان الدجالون ، والمُتآمرون معهم من مسؤولين حاليين في النظام العراقي العُملاء ... إنها صورة الألم ، الذي أصبح أشد من ألم النظام الذي تم إسقاطه بدعوى إنتهاكاته لحقوق الإنسان ، التي وإن حدثت ، فقد كانت تريح الإنسان بالمرة ، ولاتدعه يتعفن بالحياة ، كما يحدُث في زمن المنقذين الحاليين.
أليس خزياً أن نتدثر بالحرير في الوقت الذي يفترش فيه إخواننا القمامة ؟
ليسَ مطلوبا منك - إذا كنت إنسانياً - أن تشد الرحال إلى العراق أو إلى فلسطين ، أو أي بلد يعاني سكانه الأمرين جراء الحروب والمجاعات ، بل يكفيك أن تتبرع بالقليل مما في جيبك لتشعُرَ بانتمائك ، وليس منا من يضمن تدثره بالحرير طوال عمره ، فقد تنقلب حالك في أية لحظة فيُشفق عليك إنسانٌ مثلما أشفقتَ على آخر بالأمس.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)