صورة مصغرة ٠٠ !
ثنائية :
الأول : يصنع (معلبات) ذهنية ، ومفاهيمية ، و"عباراتية" جاهزة ليستهلكها الثاني ويتغذى عليها عقليا فيتحول بدوره إلى مكعبات صلصالية يشكلها الأول وفقا لنوع (إنتاجه) ! ٠
الأول : لا ينتج شيئا ، ولكنه يعمل كوسيط اقتصادي لبيع منتجات الآخر "المنتج" نيابة عنه للثاني المستهلك ٠
الأول : يأخذ بلا حدود ٠٠ والثاني يأخذ (من الموجود) ! ٠
الأول : راعي ٠٠ والثاني يرعى مما (نثر) له الأول !
الأول : (ينتج) بذكاء كل ما يشغل الثاني من (زوبعات) (رغوية) فكرية واجتماعية وإعلامية فيبتلعها الثاني بحماقة ٠٠ فقط لأنه مهيئا عقليا لاستهلاك كل شيء !
الأول يدير مزرعة (تنتج) بغزارة الشعراء "المهايطية" والمغنين والمغنيات "الهشك بشك" ٠٠ والثاني يدفع بغباء كلفة (التفقيس والتفريخ والإنتاج) ! من "مصروف أبنائه" !
الأول : ما يزال يعيش عقلية "الأوستوقراطي" الغائب عن الواقع ، فيرى المسؤولية ٠٠ بريسيج اجتماعي ، بروتوكول رسمي ، بخور ، بشت ، فخفخة ، ٠٠ وشوية تصريحات (في الهوى) !٠٠ والثاني يردد " الجدلانية" يدك لا جت سالمة حب يدك وخشها !
الأول : يعالج الجمال بالملايين في أرقى المستشفيات العالمية ٠٠ والثاني يتوسل العلاج !
الأول : تستظل سيارته الفاخرة في (بايكة) نفذها المقاول ببضعة ملايين فقط من المال العام ٠٠ والثاني يظلل رأسه بملفه العلاقي الأخضر تحت وهج الشمس وفوق الإسفلت الساخن !
الأول : يتعلم في أرقى الجامعات العالمية ٠٠ والثاني يبحث عن "واسطة" للقبول في أي جامعة محلية ٠٠ أي كلية ٠٠ أي "مقعد دراسي" !
الأول : تنتظره الوظيفة قبل (تخرجه) من بطن أمه حاملا "شهادة الميلاد" ٠٠ والثاني ينتظر الوظيفة عمره كله حاملا شهادت ( التخرج ) !
الأول : الأول لا يشعر باهتزاز المركبة من تحته بسبب نعومة الشارع ٠٠ والثاني يحاول تقليد قفزات حيوان "الكنغر" ٠٠ للقفز من حفرة إلى أخرى ، ومع كل قفزة شهيق محمل بروائح البلدية !
قصة من التراث :
أجتمع رجلان جائعان على مائدة طعام دسمة ، أحدهما قروي والآخر بدوي ، فبادر القروي بسؤال البدوي : ماقصة أبيك يرحمه الله ٠٠ كيف مات ؟ فأخذ البدوي يسرد قصة موت أبيه وهي طويلة ، فأنشغل عن الأكل بسرد القصة فيما صاحبه يلتهم الطعام في صمت ٠٠ لقمة وراء لقمه ٠٠ فقط يهز رأسه وكأنه متفاعل مع القصة وحزين لها حتى أتى على المائدة ، ولم ينتهي البدوي من سرد القصة حتى انتهي القروى من التهام الطعام كله ! فسأل البدوي صاحبه : وأنت ما قصة موت أبيك يرحمه الله ؟ فقال له القروي : (كح) ومات !!! ٠٠
تركي سليم الأكلبي
التعليقات (0)