صورة مصرية عارية
كمال غبريال
الحوار المتمدن - العدد: 3549 - 2011 / 11 / 17 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
• قامت الدنيا في مصر وربما لن تقعد أبداً، لمجرد أن فتاة وناشطة سياسية في العشرين من عمرها نشرت صورتها عارية على مدونتها، ليس من قبيل الدعاية الجنسية، وإنما احتجاجاً على محاولات تكفين النساء، وتصويرهن وكأنهن كتلة جنسية مثيرة للغرائز الشيطانية، تلك الغرائز التي لا تستوطن إلا في جهاز الرجل العصبي والجنسي!!. . قيام الفتاة بنشر صورتها تلك، والضجة القائمة عليها هما وجهان لعملة واحدة، هي عفن وتخلف الثقافة المصرية التي تتمحور حول الجنس، وكل ما عداه من أمور الحياة ومعاناتها يبدو وكأنه مجرد هامش لا يكاد لا يشغل حيز يذكر في تفكير الجماعات التي تتأهب للسيطرة على البلاد والعباد.
• الثورة التي لا يترتب عليها تفجير الأفكار والقيم القديمة وإزاحتها لصالح رؤى جديدة للحياة وللذات تكون مجرد فوضى هامشية وعابرة.
• لم أعرف في مصر رجالاً يتمتعون بمثل شجاعة وإخلاص العديد من الفتيات المصريات مثل علياء ماجدة المهدي، فشيمة رجال مصر النفاق والخنوع!!
• كأن علياء المهدي تقول لنا مع نزار قباني: أرفضكم جميعكم وأختم الحوار لم يبق عندي لغة أضرمت في معاجمي وفي ثيابي النار. . تحياتي للبطلة علياء شهيدة التطرف والهوس الجنسي!!
• على من يدين نشر صورة علياء المهدي عارية أن يدين بنفس القدر تكفين الإنسان باعتبار جسده عورة، فكلا التصرفين ينزعان عن الإنسان إنسانيته، ويجعلان منه مجرد مستودع للشهوة الجنسية، سواء عبر تعريته أو تكفينه. . التطرف يخلق التطرف. . تحياتي لعلياء المهدي الإنسانة التي قدمت نفسها ذبيحة من أجل تجسيد بشاعة أو جنون التطرف أياً كانت مظاهره أو دوافعه!!
• لابد من تفهم الأمور في سياقها، صورة عارية في إعلان أو مجلة بلاي بوي تختلف عن صورة احتجاجية على تكفين المرأة. . هنا يمكنني الموافقة على الاحتجاج في ذاته والانتباه إليه، حتى مع عدم استساغة وسيلته. . ليست صورة علياء ماجدة المهدي درساً للظلاميين، فدروس العالم كله لن تؤثر فيهم، ولكنها درس للممسكين بالعصا من منتصفها والمتأرجحين بين ظلام العبودية ونور الحرية، فها هي فتاة قدمت نفسها ذبيحة ينهش فيها مهاويس الجنس، من أجل إعلان رفضها لاستبعاد وتشييء الإنسان.
• المسعورون في هجومهم على علياء المهدي يخفون رعبهم من تلقي الدرس الذي أرادت تلقينه لهم. . هي لم تفعل أكثر مما فعل الشاب التونسي الذي حرق نفسه في سيدي بوزيد احتجاجاً على الظلم وإهدار إنسانية الإنسان.!!
• افتضاح الشعب المصري أمام نفسه هو الحل. . فلتخرج كل الحشرات والموبيقات إلى النور والهواء الطلق، وسوف تتولى أشعة شمس الحرية القضاء عليها نهائياً ولو بعد حين.
• "بلاغات لمباحث الأداب والنائب العام ضد علياء المهدى وإسراء عبد الفتاح وأسماء محفوظ". . قال مقدموا البلاغ هذه الفتاة ربما مدفوعة من أطراف خفية لمحاولة هدم الثوابت الدينية والأخلاقية ونشر الفاحشة والفوضى بين الشباب المصرى. . هل ثوابت مجتمعنا على هذا القدر من الهشاشة، ومش مستحملة زقَّة؟!!
• المجتمع الذي تقر قوانينه ما يسمى كشف العذرية ويستورد أغشية بكارة صينية هو مجتمع مريض بالهوس الجنسي، ويحتاج إلى زلزال يدك أساساته الأخلاقية.
مصر- الإسكندرية
التعليقات (0)