الأمس الذي مضى من تأريخ العراق و الأن يكتب في كراريس مدونات التاريخ , يتعثر في تعابير متضادة بالكلمة و الصورة .. صورة الأمس توضحت معالمها بـ 35 عاما من يوميات العراق .. اختلطت فيها الشعارات و الممارسات .. اسقطت فيها الأيديولوجيات و تخندقت في مسار واحد يتمثل بالحزب الواحد و الحاكم المطلق .. التشتت الفكري و الهوية القومية انطلقت و راوحت في مكانها .. استخدمت القوة في توجيه مساراتها المتعددة الجوانب, لكنها بقيت في المسار الأوحد و لم تتقدم خطوة نحو الأمام بسبب فقدانها لشرعية الفرد و المجتمع اللتان كانتا من اهم عوامل تحريك ذلك المسار .. فلا شرعية لوحدوية الفكر و الأيديولوجية ما لم تنسجم مع طموحات الجماهير و منظورها السياسي لواقع الحال, فحين يهمش قادة صورة الأمس محطات تأريخية من مسيرة الوطن و شخوصها و حين يتحول الحاكم و القائد إلى رموز ارادة الله في الارض و الوطن و الشعب و ينفرد بها و يسجن شعبه في داخل حدود الوطن كي يحكمه كما يشاء و يصفقوا و يرقصوا لأهوائه كلما شاء , تلك الأمور لم تكن من صفات الوطن و أهل العراق .. تلك الأمور اسقطت الصورة و باتت من ماضي الأمس البغيظ في اوراق التاريخ.. فقد الناس الرسوخ بقضية الصورة و استتراتيجيتها المدمرة للأنسانية, الطرق الملتوية لأخطاء القوة من خلال كل ممارسات الحياة اليومية , السياسة , االأعمال, الرياضة وكل شىء سكن فية الغش حيث لم تعد الثقة بالقانون ممكنة
صورتين كان يفصل بنهما تقويم ميلادي عام 2003 و اليوم الفارق بينهما .. الأولى 35 عاما, الصورة الثانية تعدت الـ 6 سنوات قبل و بعد ذلك التاريخ .. كانت صعوبة خسارة الكثير تكفي لأن ينزف الجرح اكثر , لكننا كنا نشعر بخسارة اكبر سابقا .. رسموا صورة نجحوا فيها بخداع البصر .. كان دوما نظن انه بامكاننا ان نحلم, لكن ليس مع ذلك السراب الذي اخدع بصيرتنا .. ربما كان بعضنا خائفا او مرهوبا و البعض الأخر لا يبالون إلا بأنفسهم, لكن صورة الأمس تبقى أليمة و لئيمة حين نتداول الحقائق و الواقع.
الحاضر اليوم في اروقة السطور تتبعثر الكلمات و تتعدد الصور .. جدار فاق عدد الاسماء عليه أسماء المعلقات على جدار مكة .. تعددت المسارات و الأختيارات .. الجميع يلملم جراحات الأمس القريب و يخطها بنسق يد تختلف عن باقي الخطوط .. سوء الفهم يؤدي إلى الخطأ و الغضب و يجب اصلاح الأخطاء , ليس من الذين تأثروا مباشرةً بل من الجميع و هي حالة اختبار لأنفعالاتنا في الرسوخ بصورة اليوم و ان لا نبخس تقدير الشعب و لا حتى ابسط الأفراد .. ملامح صورة الأمس التي رُفِضتْ و أُسقِطتْ, لابد لصورة اليوم من استيعاب الملامح الجديدة و ان يعتذر الماضي من الحاضر عن فصول الدهاليز المظلمة في ثنايا الصورة القديمة .. نريد ان تتألق اشعاعات تنير ملامح صورة اليوم و تفجر الطاقات الكامنة فينا نحو مستقبلا كان لنا فيه الخيار و سنتصرف لحمايته طالما نحن هو الخيار ..... ِ
التعليقات (0)