علي جبار عطية
تحدث مفارقات كثيرة في حياة المرء لكنها تكتسب اثارة كبرى في حياة الكتاب والشعراء والفنانين ربما لانهم يمتلكون ادوات جيدة يستطيعون بواسطتها ترجمة هذه المواقف الى قصص وقصائد ولوحات فنية ومن ثم احداث تأثير معين لدى المتلقي.قبل اسبوعين اشتكى الزميل الساخر سامي كاظم فرج من الوضع المزري لصورته وهي تظهر مع مقاله الاسبوعي (الشيء بالشيء يذكر) وقد ظهرت الصورة مشوهة وفيها خطوط وبقع بيض تظهر صاحبنا كأنه مصاب بالبهاق !
وقلت له ان ذلك من عمل المطبعة ولا شأن للتحرير والتصميم بهذا الامر اطلاقاً فالصورة على شاشة الكومبيوتر ذات بريق ومجسمة والاهم من ذلك وضوحها.
ذكرتني صورة الزميل المشوهة بحكاية عشتها اذ اعتدت على شراء صحيفتي كل يوم من صاحب بسطية الصحف اختار كتلاً كونكريتياً قرب سكة القطار في ساحة عدن قرب الكاظمية لعرض الصحف التي يبيعها وقد لاحظ اني اميل لبعض الصحف دون غيرها وفي احد الايام قررت ان اكشف له سراً من اسرار المهنة كما يقال وسألته عن الصحيفة فقدمها لي وقبل ان اقول له : اتعلم لماذا اشتري منك هذه الصحيفة دون غيرها فتحت الجريدة لارى عمودي منشوراً وكانت الدهشة تنتظري اذ ظهرت مكان صورتي فحمة كبيرة عقدت لساني وشلت حماستي وصرت في حيص بيص فكيف سأقول لبائع الصحف اني صاحب هذه الفحمة وقد اسود وجهي ولم يبن منه شيء !!
لكن الدرس العملي من هذه الحكاية انه يجب الا يعول المرء على تحقق شيء ابداً مالم يكن عقد عزمه القلبي اعتقاداً على ارتباط هذا التحقق بالمشيئة الالهية اي ليس الامر مجرد قول لفظي (ان شاء الله) انما هو اعتقاد قلبي نعيشه بكل ذرة من ذرات وجودنا.
اقول هذا وآمل الا تخذلنا المطبعة ويظهر المقال ابيض كقلب السمكة !
التعليقات (0)