مواضيع اليوم

صورة اله تبارك وتعالى في السينما الامريكية والغربية عموما .تكريس لالحاد.

 

 

صورة الله في السينما الأمريكية والغربية عموما
مقارنة بصورة البطل ... تكريسا للإلحاد ...
 
البطل الخارق ، وسيم بالضرورة ، يتحلى بأعلى صفات الكمال الجسماني والقوة البدنية ، لا تعوزه الفطنة والذكاء وسرعة البديهة ،وحسن التصرف في الملمات ، منطلق ، متعاون ، محب للخير محب للناس ، عطوف على الفقراء ، يمتلك مهارات عدة تمكنه من أداء الواجبات الموكلة إليه بقوة وإتقان ، لا يترك ثغرات وراءه ، قادر على مجابهة جيش باكملة ، ليس هذا فحسب بل انه ينفذ المهمة بأقل ما يمتلك المقاتل من قدرات وأدوات .
 
إلى جانب هذه الصفات الكثيرة المبالغ فيها حتما نراه متدين ( يقبل الصليب المتدلي من رقبته ) يصلي للرب ،ويدعو الله أن ينجيه من المحنة ، وستكون المحنة أضيق ما يمكن أن يتصوره الإنسان ، من ناحية البيئة ، ومن ناحية الأعداء وتكالبهم عليه ، ومن ناحية هوام الطبيعة ووحوشها .
 
          رغم إصابته الخطيرة ، يبتكر طرق عدة للنجاة من هذه المحنة ، يبتكر أداة تساعده على الوقوف ، ويبتكر بيئة تمكنه من التخفي كما لو انه حرباء ، يعالج نفسه بما توفر من مقومات وإمكانيات في البيئة المحيطة به ، لأنه يمتلك الخبرة الكاملة والمعرفة التامة في كل شيء ، ولن يكون الطب بعيدا عن خبرته ومعرفته الواسعة ، بل ربما يبتكر ملجاء أو خندقا ، أو ربما يسوس الحيوانات المفترسة ويستطيع أن يطوعها بالتالي لخدمته أو على الأقل يتجنب خطرها .
 
يبقى طول الفترة الصعبة من المعاناة الإنسانية التي تستدعي عطف المشاهد أيا كان نوعه وجنسه ودينه وعرقه ، يستنجد بالرب يصلي ويدعو ويقبل الصليب . ويبقى المشاهد مع البطل ينتظر تدخل الرب ( الله ) لينقذ البطل المتفاني من اجل غيره ، الذي يقدم روحه في سبيل نجاة قطة مثلا ..
 
     البطل محاصر بكل أشكال الحصار بعيد عن الوطن ، بعيد عن الأهل ، ربما يخرج من محفظته صورة عشيقته أو زوجته ، أو أولاده ليستدر عطفا أكثر من المشاهد ، ويبقى يقبل الصليب ويصلي ويدعو الرب (الله ) الذي لا يستجيب على الفور لدعوات البطل الوحيد المحاصر الجريح الذي ضحى بكل ما يملك،  واعز ما يملك ،  حياته ودمه من اجل القضية محور الفيلم ( ربما تكون الوطن أو قطة أو إنقاذ فتى مخطوفا من قبل عصابة الخ ..) ويبقى المشاهد ينتظر أن يبادر الرب لتلبية دعوة البطل ، وحصول المعجزة الربانية ..
 
        التي من المفروض ان تحصل ..لان البطل يقوم بفعل الخير وحري بالله أن يقف مع الخير .. ضد الشر والأشرار .. لكن الله لن يتدخل فيدرك البطل أن الوقت ينفذ ، والحصار يزداد شدة ، والخطر يتفاقم ، والآم الإصابة تحز في الجلد ( فتظهر تعابير الألم على وجه البطل في اللحظة الحاسمة ) يتغلب على جراحه ، ويقاوم الألم ، ويصنع من المأساة الحياة بكل عزم وإصرار ، ينظر حوله فلا يجد احد ، يمد بصره بعيدا ، يرى الأعداء خلف المتاريس ، يخاطب نفسه او رفاقه ( ربما يعز عليه أن يذهب ويترك بطلا آخر ميت فيبادر إلى حمله على ظهره رغم كل الألم والإصابة والنزف ).
 
 يخاطب نفسه أو غيره من الرفاق بالكلمة المشهورة ( let s do it  ) أو أن يقول ( lets go home )وهنا فقط يدرك المشاهد أو يريد البطل أن يدرك المشاهد أن الله وقف موقف المتفرج على البطل ( الخير ) وترك الشر يصول ويجول في الساحة ، لكن البطل لم يقبل ذلك وتمرد على الواقع واستطاع (بفردية) أن يحقق النصر دون الاعتماد على الله .
 
تلك الصورة النمطية المكرورة التي دأبت السينما الأمريكية والغربية عموما أن تقدمها ، صورة قلما تجد فيلما لا يتعرض لها من قريب أو بعيد ، وإذا صورت الإنسان المتدين أو رجال الدين عموما ، من أي دين ،  فسيكون رجلا ساذجا ، بسيطا ، ملتحيا ، قليل الخبرة عديم المعرفة ، بل ربما تصوره منافقا فهو يلبس ثوب الدين لبوسا ولكنه في الواقع زير نساء أو قاتلا محترفا مهووسا .
 
تلك هي الثقافة الدينية التي تروج لها الأفلام الأمريكية والغربية عموما .. لعلها تصب في خانة تكريس الإلحاد .. تماما كما تكرس الفردية ..والبقية تأتي .



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !