مواضيع اليوم

صورة الديربي في الإعلام المغربي المكتوب

عزالدين أمزيان

2009-12-19 06:44:11

0

 

إن كانت هناك من مباراة داخل البطولة الوطنية تحضى بمتابعة إعلامية وازنة و كبيرة، فهي بدون منازع مباراة الديربي الكلاسيكي بين الوداد الرياضي و الرجاء البيضاوي، مباراة استثنائية في بطولة لم ترقى لطموحات و تطلعات الجمهور المغربي، العاشق للفرجة الكروية، التي يضمنها مؤقتا ديربي الجارين.

فوحدها مباراة الحمراء و الخضراء من تنال نصيبا وافرا من التغطية الصحفية اليومية لجميع المنابر الإعلامية المكتوبة و حتى الحزبية منها، أو تلك التي لا علاقة لها بالرياضة عموما و كرة القدم على وجه الخصوص، أما إذا تعلق الأمر بالجرائد المتخصصة في الرياضة، فمباراة الديربي تشكل موعدا مفضلا لا يأتي إلا مرتين خلال الموسم الكروي، لإظهار تميزها و ريادتها في التغطية الصحفية لمباراة كبيرة تقسم المغاربة إلى نصفين، نصيف يدين بولائه التام للقلعة الحمراء و النصف الثاني للخضراء.

التغطية الإعلامية لهذه الجرائد تتخذ أشكال متنوعة، كل منبر حسب خطه التحريري و رؤيته الشخصية لما ينبغي عليه أن تكون المواد المتعلقة بالديربي الكلاسيكي، من نبش في ذاكرة لقاءات الغريمين التقليديين، و إجراء للحوارات الانفرادية مع لاعبي الأجيال السابقة و الحالية، و التذكير بالوقائع التي رافقت الديربيات ال 106 السابقة، و الحديث عن الطابع الإحتفالي لجماهير الفريقين بمدرجات مركب محمد الخامس، دون إغفال الحديث عن أحداث الشغب التي خدشت مرارا و تكرارا الصورة الراقية لديربي أمتع العيون.

و إذا كانت مباريات الديربي تعرف صراعا بين اللاعبين داخل أرضية الملعب و بين جماهير الفريقين على مدرجات مركب محمد الخامس، فإن رؤساء تحرير المنابر الإعلامية المغربية، يضطرون على كسب قراء جدد من خلال مباراة الديربي، في الوقت الذي أصبح فيه قراء الجرائد قلائل، فتجدهم يتسابقون في تخصيص حيز هام على مدار الأيام التي تسبق و تلي الديربي، بهدف كسب ثقة القراء من خلال المادة المنشورة بصحفهم.

صراع المنابر الإعلامية في الفوز بالسبق الصحفي تتخذ أشكال متنوعة، و ذلك من خلال الكشف مثلا عن اسم حكم الديربي الموعود أيام قبل انطلاقته، و تقديم خلاصة التعزيزات الأمنية التي سيتم اتخاذها لتفادي حدوث أحداث الشغب و اصطدام جماهير الفريقين، و كذلك آخر أخبار اللاعبين و الطاقم الفريقين لدى الجارين، نهيك عن الاحتفالية التي سترسم لوحاتها أنامل الجماهير التواقة على الدوام إلى التميز و الإبداع، دون أن ننسى قيمة المنح و الحوافز التي وضعها المكتب المسير لكل فريق في حالة إنهاء الديربي بألوان فريقه.

هذا، و تعرف مبيعات الجرائد المغربية ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة التي تعرف إجراء مباراة الجارين الأحمر و الأخضر، مبيعات إضافية تسيل لعاب الشركات و المؤسسات المالية لنشر إعلاناتها بالصحف التي تحقق رقم مبيعات محترم و لها بعض من المصداقية لدى المغاربة، و تستطع نشر الأخبار الحقيقية و ليس الزائفة كما هو الحال عند البعض الآخر، و تمتلك الجرأة في التغطية الصحفية لكل الأحداث المرافقة لمباريات الديربي، دون أن ننسى التنوع المرغوب في مواد صفحاتها الرياضية.

من بين المسائل التي لم تجد طريقها بعد إلى الإعلام المغربي المكتوب، و تشكل نقطة سلبية في محتوى الجرائد المغربية، تلك المرتبطة أساسا بفن الكاريكاتير، حيث للصورة رسالتها البليغة من خلال رسومات معبرة و مضحكة في ذات الوقت، باستثناء بعض الفلتات القليلة.

www.wydad.org




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !