أعجبتني مجلة العربي الرصينة في عددها الأخير حين اختارت الشاعر ابا نواس شاعر العدد..حقيقة ،ابو نواس كان شاعرا مغبونا حيا وميتا..ولازال!ومن ابشع الصور الدالة على ذلك أننا في دواخلنا نربط إسمه بالشذوذ !إلى درجة اننا في سنوات الدراسة الأولى حين تعرفنا عليه لم ينجح أستاذنا في إيصال أية فكرة أخرى إلى أذهاننا الصغيرة التي يكبر فيها الحظر الأخلاقي! مباشرة بعد الحصة يلصق اسم ابي نواس بأحدنا وقد لايفارقه طيلة حياته! لو كان ماقاله مؤرخو الأدب صحيحا و افترضنا ان الشاعر عاش في عصرنا هل سيكون له نصيب مما ناله من عناء؟! ذنب ابي نواس الوحيد في اعتقادي أنه كسر المعهود و طمح،و إن لم يشعر،بتغيير ما بتكسير نمط تقليدي في نظم الشعر! وكأنه كان يسخر من أولئك الذين يضطرون لمقدمة غزلية بحبيبة قد لا تكون موجودة إلا في خياله..فقط لأن القصيدة لا بد أن تبدأ بالبكاء على المحبوبة التي تركت الغبار لحبيبها! ولأنه يسخر فقداختار التغزل بالخمرة التي كانت على الأقل موجودة بين يديه!لم لا نقول أنه كان يطمح للتغيير بطريقته فشوهوا سمعته عبر التاريخ!!
التعليقات (0)