صوت الجنوب

أن تمزج الماضي بالحاضر وتقيم للتراث وزن فهذا عملُ صعب قل ان نجد من يقوم به ويُبدع فيه ،لكن ذلك لم يكن صعباً على رجال فرقة صوت الجنوب ومهرجان الجنادرية31 خير شاهد على ذلك.

المشاركة الأولى لتلك الفرقة بمهرجان الوطن كانت بداية ولا كل البدايات إبداع واصاله وتفاعل ونقل للصورة الحقيقية للتراث الجنوبي بأدق تفاصيله ، إيمان أعضاء الفرقة بتاريخهم وعراقتهم جعلهم يبدعون ويصنعون من المستحيل معجزة ، فرقة صوت الجنوب العاملة تحت مضلة جمعية الثقافة والفنون تعمل بشكلِ غير مسبوق فقد تألقت وأصبحت كالشمس في رابعة النهار لا تحجبها الغرابيل ولا يُعيق تقدمها بعض العراقيل ،الفرقة لا تبدع من تلقاء نفسها بل هي كيان يقوم عليه مجموعة من الشباب الذين نذروا أنفسهم لخدمة التراث والثقافة والفنون على مستوى محافظة بني حسن وعلى مستوى منطقة الباحة المنطقة الولادة المليئة بالمواهب والطاقات الغنيه بالتراث ، يُخبرني زائر ساقته قدمة ناحية بيت الباحة على أرض الجنادرية عن تلك الفرقة وعن إبداعها وتميزها وتناسق عرضها وإنسجام أعضائها الذين ينطبق عليهم القول المأثور كأنهم على قلب رجلِ واحد وهم كذلك بالفعل ،ما لا يعرفه البعض عن تلك الفرقة هو تنوعها فهي ليست نسخة مكرره من غيرها وليست إمتداد لأفكار سابقة بل هي كيان يضع نصب عينه التراث والثقافة والفنون والمواهب المتناثرة يمنةَ ويسره ،كيان لا يهمل شيء فالمسرح والمعرفة والترويح والمرح والتنشيط السياحي والثقافة المسموعة والمقروءة جميعها أجندات على طاولة ذلك الكيان الذي يطمح للمعالي ويقوده ويتفاعل مع برامجه مؤمنين بالإنسان والمكان .

الخجل ليس صفة مذمومة يُصاب بها الإنسان بل حتى الأحرف تُصاب بالخجل عندما تواجه عملاً إبداعياً لا مثيل له ، وهاهي الأن تُصاب بالخجل وتقول بصوتِ هامس صوت الجنوب إبداع وتفاعل وشمسُ مُشرقة بعزم رجال لا مثيل لهم في سماء الإبداع فهنيئاً للتراث بهم وهنيئاً لهم التألق والتميز المنشود  ..