مواضيع اليوم

صوت البكاء

ياسر حمّاد

2010-04-21 14:21:04

0

صوت البكاء
،
طفلة صغيرة كانت تتشبث بأصابع يدي أمها جيداً ، وتبكي بعينيها
الممتدة للمجهول البعيد ، وتارة صوب نظرات أمها إليها ..
حتى ارتفع صوت بكائها عالياً وأصبح صراخاً ، واشتد صراخها ،
وبدأت عينيها الصغيرة تذرف الدموع ، التي كانت تفر من عينيها
دمعة دمعة ، كقطرات ندى تتساقط من نافذة مكسورة الجوانح ..
وعادت تصرخ أكثر
سألتها الأم: هل أنت جائعة
تلوح برأسها وهي تبكي وتصرخ أكثر
سألتها من جديد: هل أنت مريضة
تهز بضفيرة شعر رأسها وتبكي بمرارة
سألتها: هل ضاع منك شيئا
تنظر بعينيها وتحركهما في كل اتجاه وتمضغ الآه أكثر
سألتها أمها: ماذا حل بك ابنتي الصغيرة
قالت البنت وهي تصرخ بالألم الغارق بالوحدة والضياع ، وأنين
البكاء يخرج من بين شفتيها الصغيرة بكلمات صغيرات مخنوقة
بالوجع النازف ..
أمي ..
أين أبي
أريد أبي
اشتقت إلى أبي كثيراً
صارت تبكي الأم
ورفعت برأسها للأعلى هاربة ، ربما خوفا من عيني ابنتها الصغيرة
، وربما من الألم الذي اعتصر قلبها منذ سنين طويلة ما زالت
باقية بأحشائها ..
وفي هذه اللحظات المؤلمة الباكية ..
ومع قطرات الدموع التي امتزجت من جوف الألم من عيني الأم وطفلتها الصغيرة ..
كان هناك طفل صغير ، يقف من خلفهما
يراقب ، ينظر ، يستمع إليهما
ويبكي معهما بصمت
واختفى بعيداً عنهم بصمت
وما زال صوت البكاء يجول بكل الاتجاهات ، ويرتفع إلى الأعلى ،
ويهز معه نسمات الهواء المسافرة في كل مكان وزمان ..
؛


قلم رصاص:
ياسر حمّاد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !