صوت الأرض أنين الذكريات

 ودعنا في الأيام الماضية الفنان طلال مداح في ذكراه الرابعة عشر لرحيلة التي مضت مسرعة مخلفة خلفها إرث تاريخي فني عريق لم تكن إحدى فصولة أغنية وعد التي بثتها القناة الفرنسية بعد ترجمتها للداخل الفرنسي في سابقة تاريخية لفنان خليجي شدا بصوته العذب والجميل سنوات طوال مدخلاً الفن الغنائي مرحلة جديدة كان عنوانها الإبداع والطرب الجميل .. لم يكن طلال مداح متصنعاً ولا دخيلاً على الفن الغنائي بل كان هاوياً وفنان بالفطرة , يشدو بصوت وبأحساس لدرجة أن المستمع يحلق عالياً في سماء الذكريات والأمنيات والتذوق الذي بات مفقوداً بعد عملاقة الفن الأصيل وطلال مداح بلا منازع أحد العملاقة القلائل الذين لن ينساهم التاريخ الغنائي السعودي والعربي ولن ينساهم أيضاً المستمع العربي الذي أفتقد صوت طربي أصيل وقامة فنية كبيرة حفرت إسمها في الذاكرة العربية بأعمال فنية ومواقف إنسانية كبيرة ! طلال مداح إنسان قبل أن يكون فنان , ومن قرأ سيرته أو أستمع لأحاديث أصدقاءه فإنه سيكتشف شخصية طلال مداح الحقيقية إنسان عاشق ومرهف الحس وكريم اليد وصادق اللسان عطوف حنون وتلك مقومات ما إجتمعت في شخص الإ كان الإبداع والنجاح والتميز حليفة بلا منازع... أربعة عشر عام من الرحيل و صوت الأرض باقي في الذاكرة يختلط مع الذكريات وأنين القلوب الطاهرة , عملاق رحل وبقيت أعماله العملاقة في الصدارة منذ أن خرجت للنور , رحل طلال مداح تذكره محبوه وأصدقاءه وغابت البرامج والفعاليات عن ذكراه وذكرياته وأعمالة الفنية غايب لن يؤثر في تاريخ صوت الأرض وإحساسها المرهف !