إن إصرار بعض وسائل الإعلام على النفي المطلق لوجود المسلحين ، تكذبه الوقائع العديدة التي حدثت على الأرض ، والتي أسفرت عن عدد كبير من الضحايا ، وما تزال .
ومثله التمسك بعدم وجود من يقوم بأعمال التخريب .. وكلاهما رأي أخرق ، لا يخدم حتى ما يسمونه " ثورة الشعب السوري " ، ولا يعززان الحق في المطالبة بالإصلاحات .. ولن يكسب مزيدا من الاستعطاف أو المؤازرة ..
فمن يخرب ويقتل ، لا يحق له المطالبة بالإصلاحات ..
لأن الإصلاح والتخريب نقيضان حتميان .
وإن أسوأ وأبشع أنواع الحوار ، هو الحوار المسلح ..
إن في ثنايا الوطن والشعب ما يكفي من الصواعق والألغام لنسفه وتفجيره ألف مرة ، إذا لم تتخذ إجراءات الحيطة والحذر والسلامة ، وبشكلها النموذجي والمثالي والضروري ..
وهذه الألغام تراكمت عبر تاريخنا الإسلامي والعربي ، والاحتلالات التي استوطنت بلادنا ..
ولئن استطاع شعبنا أن ينزع فتيل تلك الصواعق ، ويبطل مفعولها على مدى سنين مضت ، فإن ذلك لم يعجب ولم يرقْ لأصحاب فتاوى الفتن ودعاة القتل ، مما سعّرَ بعض تلك الفتائل قبل أن يكتشف الشعب خطورة الهجمة ومقاصدها ..
فلمصلحة من يتم العمل على تفجير " صواعق الألغام الوطنية " ؟؟
إن انسداد الأفق أمام بعض المواطنين ، وصعوبة ظروف الحياة المعاشية ، تحت سقف الحريات الضرورية الواطئ ، والضغوط النفسية التي ترتبت على كل ذلك ، أوصلهم إلى هذه الدرجة من الغليان ، مطالبين بحقوق طال انتظارهم لها ..
لكن ركوب هذه الموجة من قبل مواطنين مدفوعين من هنا وهناك ، وضع البلاد والعباد تحت رحمة المجتمع الدولي الأكثر تشوها في التاريخ ، والمتربص حتى الرمق الأخير ..
فأين تكمن المصلحة الوطنية ؟؟
الأربعاء ـ 18/05/2011
التعليقات (0)