صناعية الباحة
وأنت متجه إلى محافظة العقيق أو أنت خارج منها ستقرأ لوحة كٌتب عليها المدينة الصناعية عند القراءة ينتابك شعور بالفرح والسرور مدينة صناعية تحتضن الطاقات وتدعم إقتصاد المنطقة وتضعها بخانة المدن الإنتاجية , تسير في الطريق مطلق العنان للبصر يمنه ويسره لعلك ترى سور المدينة الصناعية وترى المصانع وأعمدتها الشاهقة وترى الشاحنات المحملة بالمنتوجات الوطنية الخفيفة والمتوسطة , دقائق تفصلك على المفاجأة فالحلم شيء والواقع شيء أخر يمنة ويسرة لا يوجد أسوار ولا يوجد أي معلم يدل على أن هناك مدينة صناعية سوى لوحتين إرشادية ولا اعلم لماذا وضع المسؤول عن ملف الصناعة والإستثمار تلك اللوحتين ؟؟ تحتل منطقة الباحة بمحافظاتها التسع المركز الأول في عالم الهجرة , فسكان المنطقة يشدون الرحال عاماً بعد عام طلباً للرزق أو العلاج أو التعليم المتميز , وتحتل المركز الأول في غياب الخدمات الأساسية وتحتل المركز الأول في رداءة وضعف البنية التحتية وتحتل المركز الأول في الطموح والأمل ! ومع تلك المراكز ما تزال تحلم وتحلم ويحلم أبنائها ذكوراً وإناثاً بما يغير وجه منطقتهم ذات الطبيعة البكر أحلام تصطدم بواقع بيروقراطي مترهل أكل الزمان عليه وشرب ! الغرفة التجارية والبلديات وفرع وزارة التجارة والصناعة جهات تعيش برئة واحدة , لا تستطيع التنفس فكل جهة مشلولة بقدرة البيروقراطية والترهل الإداري الذي أصاب مفاصل المنطقة ومفاصل جهات خدمية عديدة على مستوى الوطن الكبير. ماذا لو تم إنشاء مدينة صناعية بالمنطقة وتحولت تلك اللوحات الإرشادية إلى لوحات إرشادية صحيحة , سوف تتغير المنطقة وتتحول من منطقة طاردة للسكان إلى منطقة حاضنة , فكل شيء سيكون متوفراً وظائف بالمئات لشباب وشابات المنطقة ومعاهد تدريب وورش عمل ولقاءات إستثمارية وستصبح الرقم الاول بعالم الإستثمار بعدما كانت الرقم الأول في الهجرة ورداءة وقلة الخدمات ! مؤخراً تم تشكيل مجلس للإستثمار وياكثرة المجالس واللجان التي هي نتاج طبيعي للبيروقراطية ومع ذلك يبقى الأمل في ذلك المجلس الذي حتى هذه اللحظة ما يزال يعمل على إنشاء قاعدة بيانات إستثمارية فهو يقوم من حيث لا يعلم بتأدية دور الغرفة التجارية التي كان أولى أن يكون لديها قاعدة بيانات مجهزة لكنها تعيش برئة واحدة كغيرها من الجهات , مجلس الإستثمار وغيره من اللجان لن تأتي بنتيجة طالما بقيت الدائرة ضمن مافي هالبلد الإ هالولد وتلك هي الحقيقة التي يغفل عنها البعض . منطقة الباحة بحاجة للمزيد من الجهد والبداية تكون من القضاء على البيروقراطية والترهل الإداري الذي أصاب مفاصل الإدارات وحولها لجهات مشلولة , فكم من لوحة تزينت بالعبارات وأطلقت العنان للأحلام وهي في الواقع مجرد لوحة ومناقصة وتعطيل وأشياء أخرى لا أكثر ولوحة المدينة الصناعية مثال بسيط على ذلك ؟؟
التعليقات (0)