مواضيع اليوم

صناعه الفتن مسجد بابري نموذجا

مجدي المصري

2010-10-01 08:24:23

0

صناعه الفتن مسجد بابري نموذجا ..
أن تبذر بذور الفتنه في قلوب شعبا بكامله أسهل الف مره من أن تبذر بذره حب في قلب رجل واحد من هذا الشعب ..
الأمر لا يحتاج سوي أن تكون لك مكانه مميزه دينيا بين الناس وأن يكون لك منبرا إعلاميا في إحدي وسائل الإعلام المرئي أو المقروء أو حتي المسموع أو حتي منبرا في إحدي دور العباده تطلق منه شراره الفتنه ..


أبت بريطانيا العظمي أن تنهزم بكل جبروتها وآلتها العسكريه في شبه القاره الهنديه أمام المواطن "غاندي" الحافي العاري الذي لم يمسك في يده بحصاه أو عصاه ولكن أمسك في يده بقلوب الأمه الهنديه بكاملها حتي دفع بريطانيا بكل جبروتها الي الإستسلام لثورته البيضاء السلميه والخروج نهائيا من الهند ولكنها قبل أن يغادر آخر جنودها أرض الهند بذرت بذره الفتنه بين أبناء البلد الواحد لتشتعل النار وتحرق الأخضر واليابس في إقليم "الهند والسند" ..


مجازر تندي لها جبين البشريه, أكثر من مليون نفس بشريه أزهقت ومثلهم من النساء إغتصبن وأحرقت قري ومدن وأحياء وبيوت بطول البلاد وعرضها وفر المسلمون من الهند الي السند وفر في المقابل الهندوس والسيخ في الإتجاه المعاكس وإنتهت الأمور بإنفصال باكستان عن الهند ..


وإن كان غاندي قد إستطاع أن يقهر الإمبراطوريه التي لا تغرب عنها الشمس الا أنه لم يستطع أن يفعل شيئا حيال التعصب الديني حتي أن الرصاصات التي دخلت أحشاؤه ومزقتها كانت رصاصات التعصب والحقد والكره ..


لم تستطع بريطانيا أن تقتله وقتله صبي متعصب دينيا ..
أكثر من سته عقود مرت علي تلك الأحداث التي تعلمت منها الهند الكثير وتبنت مبادئ غاندي في قيم التسامح تجاه الديانات الأخري و أن الايمان بالأخلاق هو أساس كل شئ و أن الحق هو أساس الأخلاق وإرتقت الهند رقيا كبيرا ولم تفرق بين أبناءها الهندوس أو السيخ أو حتي من بقي من المسلمين في أرضها ورفض الخروج الي باكستان أو أصحاب الديانات الأخري وإن لم تخلو الأمور من بعض أحداث الفتن هنا وهناك والتي كان من أهمها علي الإطلاق فتنه "مسجد بابري" بين الغالبيه الهندوسيه والأقليه المسلمه والتي راح ضحيتها أكثر من الفي قتيل وعده الاف من الجرحي ..


وقصه مسجد بابري بإختصار هي أنه في القرن الخامس عشر إبان حكم "ظهير الدين بابر" مؤسس إمبراطوريه المغول الإسلاميه في الهند تخير هضبه "راماكوت" في مدينه "أيوديا" وبني فوقها مسجده "بابري" ..


أكثر من خمسه قرون والمسجد قائم في مكانه حتي أنه كان يعد من الآثار القديمه الا أن إحدي المنظمات الهندوسيه المتعصبه وإسمها "بهاراتيا جاناتا" أنشأت حزبا دينيا لها في الهند بإسم "بهاراتيا جاناتا بارتي" والذي نادي بأن "هضبه راماكوت" هي مسقط رأس القائد المعبود لديهم "راما" وأنه كان له معبدا قائما وقد هدمه المسلمون إبان حكمهم للهند وأقاموا مكانه مسجد بابري ..
شراره الفتنه الطائفيه النائمه إنطلقت من مرقدها ..


"المقدس" صراع بين فرقتين .. فرقه تبغي الحفاظ علي مقدسها وفرقه تبغي إستعاده مقدسها وكان صراعا غير متكافئ بين ثوره عارمه يقودها رجال الدين الهندوسي وجنودها غوغاء الهندوس والقله المسلمه التي حاولت المقاومه ولكن أمام الطوفان البشري الهادر تهدمت وأحرقت جدران المسجد الأثري وأزهقت أرواح أكثر من الفي إنسان وأضعافهم جرحوا وإنتهت الروايه آنذاك في العام 1992..


لم يرتضي المسلمون بهذه النتيجه التي هي محصله لغه القوه بين أكثريه وأقليه عدديه وقرروا رفع الأمر الي القضاء والذي بعد جولات كثيره أصدر حكمه بقسمه أرض مسجد بابري بين المسلمين والهندوس ليقام عليها مسجدا ومعبدا ..
ولكن هل هذا هو نهايه المطاف هل سيجاور المسجد المعبد في سلام وأمان ..؟
نعم يستطيع المسجد أن يجاور المعبد والمعبد يجاور المسجد في أمان وسلام ..
ولكن الإشكاليه ليس في مبناهما بل في روادهما من البشر هل يستطيع كل منهم تقبل مجاوره الآخر المخالف له في الدين ..؟
أم سيخرج غدا من يزرع بذور الفتنه والبغضاء لتحترق بها الصدور من جديد وتزهق الأرواح ثانيا ..
وأخيرا .. الفتنه نائمه لعن الله من أيقظها ...
مجدي المصري




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات