صناعة وهم الألقـــــــــاب
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيرا من المفاهيم في أدبياتنا نؤمن بها كمسلّمات دون إستفتاء عقولنا فيها ولو للحظة واحدة . جاءتنا هكذا وقبلناها هكذا دون تدقيق .
لايوجد لدى الإنسان مايميزه عن زملائه في هذا العالم إلا القدرة على الترميز ،، يمنح الأشياء الصامتة والمبهمة صفة من صفات أمانيّه تلك المثاليّات التي يتمناها ويعجز عنها يعود يستعيرها من الطبيعة .
يقول أحد الكتّاب :
شاهدت صراعا بين زرافة وخمسة أسود ،, بدد هذا الصراع شكوكي في المفهوم السائد عن الأسد.
نتعلم في كل الأدبيات أن الأسد ملك الغابة ,, كنايه عن القوة والشجاعة والشرف.
توجته كثير من الشعوب رمزا لزعمائها وأبطالها ,, يبدو ان تلك الشعوب لم تعرف الأسد جيّدا او لم تشاهده أصلا ،، ليتهم شاهدوا شجاعة الزرافة وقوة بأسها , خاضت في بطونهم تنطحهم بطريقه مهينه , كل واحد منهم ينتظر الثاني أن يهجم , واذا تعلق بها أحدهم سحبته سحبا , لولا الجوع لتخلوا من الخوف عن مشروع إصطيادها , حتي عندما سقطت وبدأت تحتضر كانت الأسود في حالة زعر من رفستها .
تفيد المعركة أن قوة الأسود في كثرتهم وتعاونهم , الأسد كما بدأ أجبن من أن يهجم وحده حتي علي دجاجة.
في فيلم أخر:
شاهدت مشهدا من أغرب المشاهد في حياتي :
اصطادت لبوة فريسة لصغارها وقبيل توزيع الغنائم تكاثرت الضباع فأضطرت اللبوة أن تطرد الضيوف غير المرغوب فيهم فأبتعدت عن الفريسه , في تلك الاثناء تسلل نمر واختطف الفريسة وصعد بها شجرة فالتفتت اللبوة وجرت خلفه , من شدة الحماسة قفزت دون تدبر وتسلقت الشجرة ويبدو أن الأسود لاتجيد تسلق الأشجار فسقطت وانكسر ظهرها , من الواضح ستصبح عاجزة حتي الموت , لم يعد لها دور في الحياة.
حدث مالم اتخيله أبدا :
كنت أتوقع أن يحيط بها صغارها ويمدون لها يد العون الا أنهم انقضوا عليها بصحبة زوجها الوفي وحولوها الي فريسة وعروقها لازالت تنبض بالحياة , وكأني بها تتوسلهم.
تكشف لي أن الطبيعة لاعقل لها ولا ضمير, وان كل مانعرفه من شرف ومجد ليس سوي خيالات من صنع الانسان.
لايوجد في الأسد أي صفة من صفات النبل التي أسبغها عليه الانسان ,الاسد حيوان بائس يعيش علي الابتزاز والغدر وأكل الجيف مثله مثل أي حيوان أخر ,لماذا أختاره الانسان ملكا علي الغابه ؟ لأأحد يعلم , علينا أن لاندين الأسد او نلومه فليس له ذنب في كل هذه الأكاذيب التي نسجت عليه. جاء إلى هذا العالم دون أن يعي حقيقة مجيئه. سيعيش ما وسعه العيش ويرحل بلا احتفالات أو حفلات تأبين ولا علم يلف به تابوته ولا مارشات.
التعليقات (0)