تقوم الايديولوجيا التي تحملها جماعات من يطلق عليهم مصطلح النازيين الجدد أو حليقي الرؤوس في بعض الدول الاوروبية على معاداة كل من لا يتصف بالبشرة البيضاء ويعيش في بلدانهم كالسود والآسيويين والساميين والشرق أوسطيين وأديان كالإسلام بحجة انهم يهددون بتغيير طبيعة مجتمعاتهم الأمر الذي قد يؤدي أيضاً لانقراضهم . لا اريد التحدث عن تلك الظاهرة وتجلياتها في الغرب حاليا ، بل ما يهمني هنا هو ظاهرة تبني فلسفة مشابهة لدى البعض في الاردن الذين يسعون الى الحفاظ على مؤسسة الفساد حاليا ، ويبدو انهم مدفوعين من أشخاص يشعرون بالخوف من محاولات الاصلاح ويشعرون انها تشكل تهديدا لهم وقد تؤدي الى انقراضهم!
كلما قامت نخبة من أبناء الوطن بتنظيم فعالية للمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد بشكل جدي يواجهها هؤلاء النازيون الجدد بالبلطجة ودعوة المشاركين الى مغادرة البلاد والتهديد بطردهم كما لو انهم غرباء عن وطنهم ، ويتم أحيانا اثارة موضوع الأصول والمنابت ضمن تلك اللعبة القذرة التي يمارسها هؤلاء ، متجاهلين حقيقة ان المطالبة بالاصلاح لا تقتصر على قطاعات محددة بالمجتمع الأردني دون سواها وحقيقة أن كل من يحمل الجنسية الأردنية من حقه المطالبة بالاصلاح بغض النظر عن الأصول والمنابت .
لا أعلم من يقف وراء هؤلاء الاشخاص ولكن المنطق يشير الى أن المستفيدين من الوضع القائم حاليا ومن حالات الفساد والمتاجرة بالوطن هم أصحاب المصلحة في بث الرعب في صفوف المطالبين بالاصلاح واسكاتهم . وأتساءل هنا هل يعتقد هؤلاء حقا بأن أبناء الاردن الذين لم يستطيعوا الصمت ازاء تهميش ارادتهم عبر تزوير الانتخابات واحتكار مؤسسات صنع القرار والانتقاص من حقوقهم سيقبلون أن يتم تهديدهم بالطرد من بلادهم كما لو أنهم غرباء أو ضيوف ليس من حقهم الاعتراض على الفساد والخراب في بيت مضيفهم والسعي الى الاصلاح .
لا أعلم أحدا يدعي ملكيته الخاصة للوطن سوى العائلة الملكية التي نسبت اليها البلاد وما زالت تحمل اسمها حتى الان ، ولم يصدر بيان عن تلك الجهة يتضمن تهديدات كهذه ، ولا يسعني أن أقول هنا لهؤلاء النازيين الجدد بأن الوطن أكبر منكم ولن تتمكنوا من اعادة عقارب الساعة الى الوراء ووقف المطالبة بالاصلاح من قبل أبناء الوطن المخلصين الاحرار.
التعليقات (0)