مواضيع اليوم

صناعة الكذب بقلم : محمد خطاب

alpha omega

2012-12-28 20:03:58

0

 

 

 

أسوأ خيانة هي خيانة المثقف لضميره حين ينحاز للنظام الحاكم و يتفنن في الدفاع عنه وتلميعه و تمهيد الطريق له للاستمرار لعقود ، مثلك أولئك المثقفين هم سبب كوارث شعوبهم و لولاهم لسقطت العديد من الأنظمة الفاشية و الديكتاتورية في عالمنا العربي منذ اللحظة الأولي ، والديكتاتور العبقري هو من يجيد انتقاء أبواقه و صناع القرار من الشخصيات المؤثرة و صاحبة الكاريزما حتى تلتف الجماهير حول ما تقوله من أكاذيب و ضلالات ، اللعب علي أوتار مثل الاستقرار و محدودي الدخل و البكاء علي الفقراء ودغدغة مشاعر الشباب العاطل  و الخطب الرنانة  التي تحوي عبارات مميزة تظل عالقة في أذهان الجماهير ، بجانب  أخذ مقتطفات منها و نشرها و تردديها علي مسمع الجماهير السكري بالأكاذيب حتى أنها ترفض تصديق عكس ما يقوله قائدها المبجل مهما شاهدت من أفعال تخالف خطابه . ظنا    أنها لو صدقت أن زعيمها كاذب أن ينقلب عليها وتفقد الاستقرار و قوت يومها  .

الخبز و الوظائف والاحتياجات اليومية هي كل ما يهم الغالبية العظمي من جماهير العالم الثالث التي تخشي الغد وتري الزعيم حاجز بينها وبين مصائب قادمة في خيالهم !

كل شيء يسير كما هو مخطط له من عباقرة تخصصوا في تجييش مشاعر البسطاء حتى يتماهوا في شخص زعيمهم ، إن صورة للزعيم وهو يقبل رأس رجل عجوز أو صبي صغير تحتل الصفحة الأول في الصحف القومية ، و في صدر نشرات الأخبار المتلفزة ليتحول فعل بسيط لانجاز يعادل بناء السد العالي ، و يلخص شخص  الزعيم من رفقاءه باسم يسهل علي الناس البسطاء قبوله مثل رجل السلام ، حامي الوطن ، زعيم الأمة ، القائد الأب ، رب الأسرة المصرية . كذلك الصور التي تنشر في الشوارع والميادين و الإعلام يجب أن تكون منتقاة تظهر يقظته و حكمته و اتزانه .

يختار الزعيم وقت الخطاب و نوعه  وكلماته حسب المناسبة و الطائفة الموجه لها ، فمثلا خطاب موجه للعمال في عيدهم يختلف عن آخر موجه للأمة في عيد قومي ، الزاوية التي تتعامل معها الكاميرا و إشارات اليد و عددها تقطيب الوجه والابتسامة و حس الفكاهة في وقتها ، ارتفاع الصوت و انخفاضه حسب أهمية العبارة ، إنها حزمة من الأكاذيب يتقنها قادة العالم الثالث سرعان ما تكشفها الأزمات الحقيقة و تعاملها معها حتى نجد أنهم أصفار كبيرة و أصنام لا قلب لها ولا مشاعر صنعناها بأنفسنا ، انظر للخطاب الأخير لمبارك و زين العابدين تجدهم فئران مذعورة و غير واثقة من نفسها و خطابها بلا بريق  ، و يقترب من الشعبية و يفتقد الحماس و التأثير علي الشعب . صناعة الزعيم تحفظ له عرشه لفترة من الوقت و لكن ما إن ينهار عرشه حتى يلفظه التاريخ هو و من معه ، حينها يأتي آخر يسير نفس الخطي ما لم تكن هناك دولة مؤسسات تعمل بخطط مستقبلية لا حسب نزوات زعيم البلاد ، و شعب متعلم يراقب و يحلل و يقيم و يحاسب ، شباب لا يعرف التهليل كلما حك الزعيم أرنبة أنفه .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !