مرت المجتمعات البدوية وما تزال تمر بمراحل من التغير الذى نتج عنه تغير في الأساليب التقليدية ومع هذا التطور والتغير والتبدل نجد أن كثيرا من معالم تراثنا الثمين مهددة بالزوال أو هي قد زالت فعلا ، ورغم أنه لا مفر لمجتمعنا من مواكبة متطلبات عصره والتكيف معها فإنه ربما لا عذر لمجتمعنا أيضا في اهمال تراثه القديم خاصة عندما تتيسر الوسيلة للمحافظة على هذا التراث .
ومن معالم تراثنا التي تكاد تطحنها عجلة التطور السريعة هي حياكة الصوف والوبر وحرفة النسيج اليدوية ، ففي وقت مضى كانت النساء تصنع بيوت الشعر للسكنى والسجاد للفراش والغطاء ، والخروج والمزاهب للخيل والهجن . ومع قدوم النهضة الحديثة واستيطان البادية وارتفاع مستوى المعيشة بشكل عام في ربوع هذه البلاد المباركة ، تلاشت الحاجة لهذه الصناعة وتضاءلت الضرورة لانتقال مهاراتها للجيل الجديد .
لقد كان لزاما علينا المحافظة على هذه الحرفة التقليدية التي مع بساطتها تنم عن ذكاء فطري أصيل وتظهر جمالا وخصوصية لا تستحق منا تجاهلها . فحرفة النسيج وحياكة الصوف والوبر الذي تنتجه الأغنام والإبل التي ترعاها البادية وهي حرفة وصناعة أصيلة بكل ما للأصالة من معنى . فالمادة الأولية هي الصوف والوبر والأصباغ المستعملة تأتي من أعشاب الصحراء . وأدوات التصنيع تنتجها نفس الأيدي الصانعة للنسيج . والأشكال والزخارف التي تزين هذه الصناعة تأتي وتتوافق من خلال تكوينها الفني بواقع البيئة الجغرافية التي تعيشها تلك الاسر البدوية ومن ناحية اخرى فإن هذه الصناعة التي كانت قديما تمارس لسد الحاجة الشخصية يمكن أن تصبح اليوم مجالا للعمل والكسب لقطاع واسع من هذا المجتمع خاصة وان اسعار تلك المنسوجات ارتفع كثيرا حيث يتراوح سعر مفرش الوبر ما بين 2500 و 10000 الآف جنيه ومفرش الصوف الخام من 1000 الى 7000 وكذلك الكوفية المصنوعة من الصوف اة الوبر الخام تعدى ثمنها ال 500 جنيه ومن االمنسوجات ما يتعدى تلك الاسعار بكثير وذلك حسب حجمه وجودته وهذا اقوى دافع لأبناء البادية على ممارسة تلك المهنة فمنها نحافظ على تراثنا ومن ناحية اخرى الكسب من بيع تلك المنسوجات ولقد زاد الأقبال عليها وانتشرت معارضها فى ربوع الوطن العربى فالكثيرمن الناس يشترونها لاقتنائها أو تزيين منازلهم كنوع من الرجوع الى عبق الماضى واصالته...
حياكة الصوف والوبر:
تمر عملية حياكة الصوف والوبر بالمراحل التالية:
جز أو قص الصوف وجمع الوبر: يتم جز الصوف من الأغنام في فصل الربيع ويجمع الوبر من الإبل في فصل الصيف حيث نتنج الابل من 3 الى 5 كيلوجرام للرأس الواحد سنويا ما بين وبر ناعم وخشن
حسب السن والا غنام تنتج من 2 الى 4 كيلو حسب الحجم.
الغزل :
تتم هذه العملية عادة على مدار السنة ويستخدم في أداءها المغزل أو التغزالة .
التلوين :
بعد اكمال غزل الصوف والوبر يجري تلوين الأبيض منه بمختلف الألوان . وقديما كانت جميع هذه الألوان تأتي من النباتات الصحراوية .
السدو أو الحياكة :
تتم هذه العملية الأخيرة عادة في فصل الصيف لأن البدو في هذا لافصل يكونون أكثر استقرارا من الفصول الأخرى . ويتم السدو بواسطة خيوط ممتدة تربط بأربع أوتار على شكل مستطيل .
استخدامات النسيج :
تستخدم البادية نسيج الصوف والوبر وشعر الماعز في الصناعات التالية .
بيوت شعر:
وهي مسكن أهل البادية في الصحراء ينقلونها حيث يرحلون .
القاطع :
وهو فاصل يستخدم في تقسيم بيت الشعر الى عدة أماكن .
الرواق :
وهو الذاري لبيت الشعر يوضع بالجهة التي يأتي منها الريح .
العدول :
وهي أكياس لحفظ الطعام.
المزاود :
وهي أكياس أصغر حجما من العدول تستخدم لحفظ الملابس.
السنايف :
وهي خيوط محاكة بطريقة جميلة وبألوان زاهية لتزيين الخيل والهجن.
المساند :
وهي متكأ يستند عليه الجالسون ودائما ما تكون فى مجالس الرجال.
الزوالي :
وهي السجاد ذات الصوف الكثيف.
البسط
وهي مفارش تصنع عادة بخيوط مبرومة .
العقل :
وهي خيوط تستخدم لربط أيدي الإبل وهي في مباركها لمنعها من المشي .
فاين نحن من تلك الصناعة التى تمثل لنا تراث فريد يجب الحفاظ عليه لكى يتعرف عليه اجيال المستقبل ومن يليهم وحتى لا تندثر تلك الصناعة التى تحوى الكثير من معالم حياة اجدادنا فلابد ان تكون جزئآ من حياتنا نحن .
التعليقات (0)