ظاهرة باتت تعم جل مناطق الجنوب المغربي من وادنون شمالا إلى تخوم الساقية الحمراء، أضرحة أولياء أينعت تباعا و مواسم تفقم عليها يحضرها الأعيان و المسؤولون و أصحاب الموائد، لكل منطقة و لي و لكل مجموعة قبيلة صالح أو اثنين و مقامات و مزارات زرعت في الصحاري ، ليس الأمر بالشيء الغريب على مجتمع بدوي قبلي تفاضلي يساس دينيا تحت إطار صوفي طرقي، الغريب هو تشجيع الجهات الرسمية لهذه المواسم و دعمها و المساهمة في خلقها، أولياء العهد الجديد لوزارة الأوقاف هم صنيعة المخزن و بالتالي فصناعة المواسم أمر سياسي أكثر منه ديني.
أن يكون لك ولي صالح في منطقة ما يعني أن هذا الحيز الترابي تابع لك، هذه معادلة صار بعض الأعيان يرددونها بل و يؤمنون بها، ما حصل في الشبيكة مثلا يبرر ذلك و ما حدث في الشاطئ الأبيض كذلك ، تشجيع الدولة لمثل هذه الأطروحات يعني تأجيج الصراع بين القبائل التي تدعي كلا منها ملكيتها لمناطق ترابية من الصحراء، إن لم يكن الآن فمستقبلا، لو افترضنا جدلا أن هذه المعادلة خاطئة و أن ما يقام هو حرص الدولة على تشجيع التدين الصوفي و إحياء العلاقات الإجتماعية و تأكيد الروابط بين عائلات المنطقة من خلال مواسم دينية يذكر فيها اسم الله و يلتقي فيها الأحباب و يصال الرحم و تنتعش الحياة الاقتصادية شيئا ما....
ما يقام في المواسم من بذخ و مهرجانات غنائية و ما قد يصاحبها أمر ينافي الطابع التقشفي لمقام الزهد الذي هو أساس التصوف هذا إن افترضنا أن من ينظم مثل هذه المهرجانات يعلم ما مدلول التصوف السني و الفرق بين المقام و الحال.
بعض هذه المواسم يولد نعرات قبلية لا يطفئها و بما أنه لكل قبيلة موسم و ولي ( امر يذكرنا بجاهلية العرب ة و تعدد أصنامهم قد كان لكل مجموعة قبلية صنم بل لكل دار من بيوتات قريش صنم تعبده و تقدسه) فلا يحضر هذه المواسم سوى شيوخ القبائل إضافة الى الرسميين و أصحاب الموائد و القبور....هذه المواسم هي فرصة أيضا لتجار الجمعيات المدنية للاتجار و سرقة الأموال في غطار ما يسمى بمبادرات التنمية البشرية......أمور شتى تجعل من هذه المواسم أمر سلبي و مستنكر دون إحتساب الكلام الشرعي فيها وهو المهم لمافيها من أمور شركية و بدع ( الذبح على القبور و التبرك بها و السفر إليها...........)
التعليقات (0)