صناديق بلا أغطية
كثرة الصناديق الاستثمارية ليس لها أي تفسير أو معنى سوى أن هناك إرادة لكسب أكبر عدد من المستفيدين الذين يشكلون قاعدة داعمة للطبقة المتوسطة التي تحقق التوازن الطبقي داخل المجتمع وتٌحد من تأكل المجتمع أو انهياره هذا التفسير والمعنى النظري لكن إذا قارناه بواقع تلك الصناديق المتناثرة يمنة ويسره فإن المعنى الحقيقي لا يستطيع أحدٌ يتكهن به فتلك الصناديق أغطيتها مٌحكمة بقوة ؟
بعيداً عن صناديق الاستثمار الحكومية المملوكة للمؤسسات الحكومية المختلفة هناك صناديق أٌنشئت بدف دعم المواطن البسيط ومن بين تلك الصناديق صندوق الموارد البشرية الذي يقتطع مبلغٌ وقدرة 150 ريال عن كل إقامة عامل وافد يتم تجديدها , ذلك المبلغ رافد من روافد تغذية وتمويل الصندوق لكن أين أمواله وأين برامجه التدريبية وبرامج التوظيف وأين هو عن مقصلة حافز التي أكلت المتقدمين وأخرجت البعض من دائرة الاستحقاق فهو داعم حافز ومقصلته في نفس الوقت ؟
صندوق الموارد البشرية "هدف" ذو شخصية اعتبارية مالياً وإدارياً صدر قرار مجلس الوزراء بإنشائه في 29/4/1421هـ بالقرار رقم 107 والمرسوم الملكي رقم 18 /م بتاريخ 5/5/1421هـ , هدف الصندوق الرئيسي هو توطين وظائف القطاع الخاص التي ستعود بفوائد على الداخل تنموياً واقتصادياً وأمنياً واجتماعياً ,ذلك الهدف الإستراتيجي للصندوق لم يغفل عن أهداف تدعم بشكلٍ مباشر الهدف الاستراتيجي والتي من بينها تحمل تكاليف تدريب الأيدي العاملة الوطنية وتحمل جزء من رواتب الموظفين السعوديين بالقطاع الخاص فضلاً عن القيام بالدراسات والبحوث المتعلقة بسوق العمل والتأهيل والتدريب الخ , أهداف متعددة ذات قيمة عالية وذات نتائج أشد علواً إذا تحققت على أرض الواقع لكن ماذا قدم الصندوق حتى الآن لسوق العمل من برامج وخٌطط ومشاريع وأبحاث ودراسات ؟
الإجابة على السؤال السابق وعلى غيره من الأسئلة تتطلب جهد عقلي كبير وتتطلب جولة على منشآت القطاع الخاص وتتطلب حصراً دقيقاً لأعداد العاطلين والعاطلات ممن أستبعدهم حافز إلى الأبد , تلك المتطلبات عملية معقدة وشاقة على المواطن البسيط المتسائل لكنها عملية يسيرة وبسيطة على الجهات الرقابية إذا نوت التحرك بعد التساؤل ؟
الخطوة الأولى لأي عملٍ هي طرح التساؤلات فالتساؤل وقود للأفكار ووقود للعمل والإنجاز وبغيره " التساؤل " لا يتحقق أي انجاز ولا تتبلور الأفكار , التساؤل لدينا محصور في نطاق ضيق جداً جداً فنطاقات التساؤل محصورة والمتسائل محصور أيضاً بتلك النطاقات الشائكة ؟
صناديق الاستثمار الحكومية الغارقة بخسائر سوق الأسهم والأزمة المالية العالمية الماضية لم يستطع أحد الاقتراب منها متسائلاً على الأقل وأضعف الإيمان كان محاولة قراءة استثماراتها ومدى تأثر إيرادات الدولة جراء خسائرها فالصحافة الاقتصادية سلطت الضوء بشكل غير مباشر على تلك الصناديق فأضعف الإيمان أنتج أضعف تقرير , صندوق الموارد البشرية بنطاق أضعف الإيمان كغيرة من الصناديق الحكومية فمتى ستصبح تلك الصناديق بلا أغطية ليرى الجميع مواردها واستثماراتها ومشاريعها وتأثيرها الإيجابي على الاقتصاد الوطني والمواطن البسيط المٌغطى بنطاقات متعددة ومتشعبة .
التعليقات (0)