اختفى الحماس الثوري فجأة لدى قائد الثورة الإسلامية في إيران بُعيد بدء هجوم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. حيث كانت نشوة الإنتصارات الحوثية في اليمن قد جعلت خامنئي يوزّع انتصاراته في العواصم العربية واحدة تلو الأخرى ويتحدث القادة والمسؤولين الإيرانيين بأنهم أصبحوا يسيطرون على بقعة واسعة من العالم العربي تمتدّ من طهران الى البحر الابيض المتوسط وصولاً الى باب المندب. لكن فجأة أطبق الصمت على خامنئي رغم أنّ الهجوم على اليمن يرمي انتزاع هذا البلد من الحلف الإيراني في المنطقة العربية لكن يبدو أنّ لهذا الصمت أسباب عدة.
السبب الأول انشغال إيران ببسط سلطتها على العراق و انتزاع المناطق من داعش حيث يقاتل قائد فيلق القدس في تكريت و ليس الوقت مؤاتٍ لفتح جبهة قتال جديدة قد تضعف الموقف الإيراني في العراق الذي يتمتع بمكانة هامة بالنسبة للأيديولوجية الإيرانية تفوق اليمن و أي بلد عربي آخر.
السبب الثاني التركيز على حل الملف النووي في الوقت الراهن حيث من شأن الإتفاق النووي إعطاء القيادة الإيرانية فرصة مميزة لدعم جبهات فقدتها مثل اليمن و سوريا لصالح أطراف أخرى فالتركيز على الحل النووي و عدم قدرة إيران المالية دعم الحوثيين و لأساب داخلية و معوقات عسكرية أرغمت الزعيم الإيراني علي خامنئي أن يلتزم الصمت حيال مايجري في اليمن و عاصفة الحزم التي تحصد بالقوات الموالية لطهران.
التعليقات (0)