اقتباس لأحد الإخوة يقول فيه:
(( قرأت قبل أيَام موضُوعا نشرته صحيفة الرؤية الكويتية على لِسان إحدى عضوات مجلس الأمة تُطالبْ فيه الحُكومة الكويتية بتَكيِيف مرافق الحدائِق العامة وتُطالِب شركات التنظِيف بالاهتِمام بِقص الأشجار وتدويرها وأضافت الكاتِبة أو العضو في مجلس الأمة
أن الشباب والعائلة الكويتية يشعرون بِعدم الأمان في الحدائِق العامة لِـ هذا تطالب أيضاً بشراكة شركات الحراسة في نظام الحدائِق العامة.!
قرأتُ هذا الموضوع قبل أيّام وقارنت بِما يُطالِب به الشباب الكويتي فيما يخص الأماكن العامة وما يُطالبْ بِه الشاب السعودي ويَال المُقارنة..!
العالم تبنى السُدود من أجل ربط جسور الإخاء وربط المدينة بالمدينة ومهندسي المملكة يسدون بِسد الذرائِع سد الحدائِق وسد الأسواق وسد الأماكن العامة أمام الشباب فالتمييز العنصري في المملكة يُطبّق على الجنس وليس على اللون فقط))
مدخل /
في إحدى المرات التي كنت أود أن أبتاع فيها بعض الملابس من أحد الأسواق التجارية في المدينة وتحديداً “النور مول“ { ليس هذا نوعاً من الدعاية.! }
وما إن وصلت إلى البوابة الرئيسية حتى دار الحوار التالي بيني وبين حارس الأمن
هو : “على وين يا لطيب”
أنا ” “للسوق طبعاً”
هو : ممنوع دخول الشباب
أنا : لكن نحن في وسط الأسبوع ، وفي فترة مابين الظهر والمغرب ، أي لا تواجد للعوائل ..
هو : النظام نظام ..
أنا : أين أستطيع أن أجد الإدارة ..
هو : البوابة رقم (..)
توجهت إلى البوابة المنشودة .. بعد أن بدأ الغضب يغتال جوارحي ..
أمامي مدير الأمن ..
أنا : السلام عليكم
هو: “وعليكم السلام
أنا : ” كنت عند البوابة الرئيسية وحصل… وحصل ….إلخ
وقبل أن أتم كلامي
هو “ممنوع “
جزمت وقتها أن أعود للمنزل فوراً فلا أحبذ أبداً أن يدوس أحدهم لي على طرف ..
ولكن لا بأس بقليل من إفراغ شحنة الغضب الداخلية
أنا : “ولكن يا عزيزي تعمدت بأن أتسوق في مثل هذا الوقت في هذا الطقس المشمس والحرارة الرهيبة لأجل أن أتجنب مثل هذا الموقف .. سواء على البوابة أو حتى في الداخل ..
ثانياً طالما أن دخول الشباب ممنوع طيلة اليوم والأسبوع.. فلماذا تقبل إدارة السوق بفتح محلات متخصصة للملابس الرجالية وكمالياتهم ..أو الشبابية إن صح التعبير …
هل لا بد أن أجد لي صديقة حتى أتسوق أم اجبر أهلي على ساعات الانتظار طالما أنا من أصحاب الأذواق الصعبة .!”
فوجئ بكمية الكلمات المتساقطة وقال لي : تفضل .!
ا.هـ
،،
إن عالم الأسواق وما يحصل داخلها .. قد يحصل في الميادين والحدائق العامة .. بل وحتى الشوارع ، والمنع في القرن الواحد والعشرين لم يعد وسيلة مجدية بأي شكلٍ من الأشكال { من وجهة نظري } ويجب علينا الاعتراف بأننا نُغلب الجانب الاقتصادي على مصلحة شبابنا ورسمهم لشخصيتهم المستقبلية المستقلة ، فمع هذه الكمية الهائلة من المنع .. لا يجب علينا أن نُفاجئ بحصيلة العدوانية تجاه المجتمع التي تربت في داخل الشاب أو انغلاقيته ..وإلا لماذا لا تطبق بعض الحلول التي طُرحت منذ سنوات مثل أن تُقسم الأيام .. !
أجزم بأن الفكرة سوف تُرفض في مخاضها .. فقط لأننا ننظر للجانب الاقتصادي ولا ننظر للجانب الذي قد يساهم في كون شبابنا منغلقين أو عدوانيين تجاه المجتمع .!
،،
إن المكيال الذي نقيس به تهكمي وفرض الوصايا و إلزام المفاهيم الأخلاقية لا يعد بالأمر الجيد وكونك متهماً حتى تثبت إدانتك ليس عدلاً .!
عندما يتوق الشاب للحرية والخروج والتنزه .. فهنا لابد أن نتوقف عند مفردة “يتوق“
لأنها وقعت في جملة لا تتعلق بالغربة أو السجن ..!
مسؤولية فرض الوصايا والضمير الأخلاقي يجب أن لا تكون من مهامنا إذا كان السبب هو رضا مجموعة من البشر لا حدود لرضاها .. ولا توجد منشرحة الصدر إلا عندما ترى الكل وقد أُسرت حريتهم وعمموا سد الذرائع حسب معاييرهم و قناعتهم لا معايير العقل والمنطق.!
إن الحرية هي هوس لدى كل البشر .. وهاجس لدى بعضهم .. وأمنية لدى آخرين .!
و الضرب على أبواب السجون لن يزيد الحارس إلا بطشاً .. ولا السجين إلا تمرداً ..
فعندما يكون المنع هو السائد .. فلن تستقيم الأمور .. فالحياة لن تتوقف على مجموعة من العقليات أوجبت نظاماً ولا العقول كذلك لن تتغير ، فمتى ما كانت عقلية الفتاة مثلاً تهوى العلاقات وكان هناك شاب يريد تكوينها .. فلن يكون إغلاق المنتزهات والحدائق والشواطئ .. عائقاً أمامهم .!
لست أدعوا إلى الانحلال هنا .. ولكن أدعوا إلى تحكيم العقل في الأسباب التي تجعلنا نفعل الشيء أو نمتنع عنه
{ أكاد أجزم بأن هذا هو السبب الوحيد للمنع.!}
،،
فالشوارع والأزقة أصبحت محطات يُكتسب منها يومياً ” الجيد و السيء”
فهل آن الأوان لكي ندرك فعلاً أن نشر ثقافة الوعي أولى من المنع أن كل ممنوع مرغوب ..
ولكن للأسف أكثر أخطاءنا هي من صنع أيدينا بل ونعلم أنها خطأ ..
ونستيقظ في الغد .. ونكرر فعلها .!
النقطة الأخيرة :
أنا كفردٍ في مجتمع أؤمن بتمجيد الذات وأن يعيش الفرد حياته كفرد .. وحياته كفرد في جماعة .
اقتباس:
” إننا بحاجة لتعميق الوعي بالأزمة لدينا خاصة في المسائل الأخلاقية، وعلاقة الرجل بالمرأة، كي نفيق من وعي تم تزييفه، فسَنّ ما لم يسن كباعث على التأثم وانسياق لأوهام التوخي والاحتياط، ما يفسر زيادة المستحدثات التي تهاجم الحريات الفردية وتهتك الكرامة الإنسانية، وبإضفاء طابع بوليسي استبدادي على الأفراد، يحول دون الإنسان وتحقيق شوقه الدّفين إلى الحرّيّة والكرامة.
سؤال: إذا صارت أخلاقنا أقداراً فرضت بقوة لا بإرادة حرة، فعن ماذا سيحاسبنا الله؟“
،،
أعتقد بذلك أنه لا يوجد سقف للأولويات نستظل بظلاله
أو نعمل على ضوئه .. ونسير على نهجه
مما أخل بفقرتي التنشئة – المادة
لأجل إشاراتٍ فوقية .. تتخبط في مسوغاتها وبيانتها .!
والمشكلة الأكبر تكمن في أن تيرموميتر” تحديد الأخطاء لدينا … “لا يعمل”
ومن هنا إلى أن نتفق على مدلولٍ شاملٍ (معهم) لها ..
قد نفتح حينها آفاقاً أوسع للحوار ..
بدونها … ستدور العجلة
ونكتفي بالنظر إليها تبتعد .!
مخرج :
قصة المدخل
حصلت قبل ما يقارب شهرين من كتابة المقال
لكي لا تعتبر كنوع من إفراغ الغضب .. وإن كنت قد تعمدت تأخير الكتابة
لهذا السبب .. وقد يكون ليس له علاقة بمضمون المقالة من الأساس !!
عموماً أكتفي هنا بعبارة الكاتب الكبير
محمود المختار
“أبعدنا الله عن هذا العبث الذي لا طائل من وراءه .!”
،،
دّون في /
18/8/2010 م
التعليقات (0)